محمد عبد الرحمن

عودة أسامة الباز

الإثنين، 14 ديسمبر 2009 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما ترتفع أصوات من باعوا البلد فى مزاد علنى يصبح البحث عن أصحاب العقول الراجحة فرض عين لا فرض كفاية.

فى أزمة مصر والجزائر وداخل أتون معركة نقابة الصحفيين الأخيرة وخلال حملة الهجوم المستفزة على الدكتور "محمد البرادعى" تذكرت الدكتور "أسامة الباز" الذى اختار منذ أربع سنوات تقريبا أن يحمى تاريخه الطويل ويبتعد عن الصورة بعدما تأكد من استحالة بقائه محايداً بين الحرس الجديد والحرس القديم فى السياسة المصرية وقت الإعداد لانتخابات الرئاسة التى جرت نهاية 2005، والتذكير بأسامة الباز ليس هدفه فقط السؤال عن منصبه الحالى ومن جاء مكانه فى منصب "مستشار الرئيس للشئون السياسية" وماذا يفعل بعدما غابت عنه الأضواء حتى على مستوى المشاركة فى الفعاليات الثقافية وافتتاح معارض الفنون التشكيلية التى كان المسئول السياسى الوحيد الذى يهتم بها ويضيف من خلالها للسلطة فى مصر مؤكدا- بشكل غير مباشر- أن من بين رجالها من يهتم بالفعل بالثقافة والفنون والاقتراب من حياة الناس اليومية.

أين ذهب "أسامة الباز" ليس هذا هو السؤال، وإنما هل يمكن أن يعود للصورة من جديد، هل من الممكن ونحن نطالب بالتغيير وبإعطاء الفرصة للشباب وأصحاب التجارب الجديدة أن نطالب أيضا باستعادة الوجوه القديمة التى تم إبعادها عن الصورة، كى نستفيد من خبراتها ومن نقائها الذى أكدته التجارب والأزمات، فالغائبون من السياسيين عن الصورة نوعان لا ثالث لهم، الأول هو من تم إبعاده لسبب أو لآخر خوفا من شعبيتهم المتزايدة ولأنهم سيقفون حجر عثرة أمام محاولات الفساد والإفساد المنظمة، وهذه القائمة طويلة للأسف الشديد تضم بجانب "أسامة الباز" الوزراء السابقين "حسب الله الكفراوى" و"أحمد جويلى" و"أحمد رشدى" و"نادية مكرم عبيد" وغيرهم الكثيرين الذين لا يزالون يتمتعون باحترام كبير لدى قطاعات عريضة من الجماهير، فيما القائمة العكسية تضم من برعوا فى استغلال وظائفهم حتى حاصرتهم خطاياهم ولم يعد فى الإمكان الدفاع عنهم، فخرجوا يعيشون فى هدوء وبعضهم تلقى تكريما ووظيفة يربح منها أكثر مما كان يتربح من وراء منصبه الوزارى.

وإذا كانت بعض الصحف وبرامج التليفزيون تسعى أحيانا وراء أصحاب القائمة الثانية باعتبارهم وجوها مثيرة للجدل، فيعطونهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم ويخرج هذا الصحفى أو ذلك المحاور ليؤكد أنه قدم عملا مهنياً، فإن "أسامة الباز" ورفاقه أيضا لم يوجه لهم الدعوة، ويؤكد لهم أن مصر بحاجة لخبراتهم وآرائهم العاقلة وأنهم ما زلوا قادرين على العطاء وأن الشباب الراغب بقوة فى التغيير لا يوجد فقط فى نقابة الصحفيين، لكنهم فى حاجة لمن يساعدهم على الصمود فى وجه عواصف عاتية تأتى من كل الجهات وفى وقت واحد كون من يقفون وراءها يمتلكون قوة هائلة على تحدى إرادة الناس لكنهم لا يمتلكون ذرة خجل واحدة.

علامة تعجب
للذين يسألون "أين اختفى هانى سرور".. الإجابة لدى "هدى عبد المنعم" التى خرجت من مصر بنفس الطريقة قبل ربع قرن، ولدى "ممدوح إسماعيل" و"إيهاب طلعت" و"رامى لكح"، ولدى من أنهى الحديث عن صراع "أحمد شوبير ومرتضى منصور" وأغلق تماما ملف الاهتمام بقضية "هشام طلعت مصطفى".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة