بعد أسبوعين يبدأ عام 2010، حيث تجرى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى فى أبريل، ثم انتخابات مجلس الشعب فى أكتوبر، مما يعنى أننا سنعيش عاما انتخابيا ساخنا وحاسما ومؤثرا، لأن ما سيحدث من نتائج فى مجلسى الشعب والشورى سيحددان بشكل كبير من هو رئيس مصر القادم.
وفى تصورى أن الأحزاب الجادة التى تريد أن يكون لها موطئ قدم فى الشارع المصرى يجب أن تنتهى فورا من اختيار مرشحيها فى تلك الانتخابات قريبا جدا، أو خلال شهر على الأكثر، وأن تصيغ الأحزاب البرامج الانتخابية التى ستخوض بها تلك الانتخابات، وتنزل بها إلى الناس عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وفى كل الدوائر الانتخابية.
وأعتقد أن ما عاشته مصر من أحداث وحراك سياسى منذ عام 2005 حتى الآن يهيئ الشارع للمشاركة بنسبة أكبر فى الانتخابات، وإلى إحداث تغيير كبير فى الخارطة السياسية التى تحكم البلاد، لكن مثل هذا التغيير يحتاج إلى الكثير من الحركة والخطوات اللازمة منها على سبيل المثال:
1- بدء حركة واسعة فى كافة الصحف والبرامج التليفزيونية على كافة الفضائيات لتوعية الناس بضرورة تسجيل أسمائهم فى كشوف الناخبين الآن، وأن يراجع كل مواطن اسمه حتى يتأكد من وجوده بدون أخطاء وأن يعرف مقر لجنته الانتخابية.
2- أن تكون برامج الأحزاب مكتوبة بلغة بسيطة وقريبة من اهتمامات الناس العاديين حتى يسهل فهمها والنقاش الجاد حولها.
3- الترويج الإعلامى للعديد من الوجوه الجديدة والمحترمة التى يمكنها جذب الناس إلى صناديق الاقتراع، فليس معقولا أو مقبولا أن تكون نسبة المشاركة فى الانتخابات العامة بكل ما تشهده من تجاوزات لا تزيد عن 25% من الأسماء المقيدة فى جداول الناخبين.
4- لابد أن تظهر وجوه مثل الدكتور محمد البرادعى على المسرح السياسى العملى خلال هذا العام، كأن ينضم إلى حزب سياسى وينزل إلى الناس فى مؤتمرات اتنخابية مع مرشحى حزبه، حتى يتعرف على هموم الناس ويتعرفوا عليه مما يزيد المعركة الانتخابية زخما.
5- إذا قرر عدد من أحزاب المعارضة التنسيق فيما بينها واختيار قائمة واحدة للمرشحين والوقوف خلفها ودعمها، فإن هذا يستدعى التحرك الفورى لإنجاز هذا التحالف وصياغة بنوده وأهدافه وشعاراته، وليس الانتظار حتى قبل فتح باب الترشيح قبل الانتخابات بأيام، كما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
هذه بعض خطوات لكن الأكيد أن هناك المزيد، لكن التغيير أيا كانت قوته أو درجته لابد أن يبدأ بحركة وليس مجرد النية فى التغيير، وإذا بدأت الحركة الآن فقد نرى على الأقل معارضة قوية ومؤثرة فى البرلمان القادم، أما إذا قصرنا التغيير على الحلم فإنه لن يبارح مخيلتنا فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة