سعيد الشحات

سليمان الحكيم فى "معانى الأغانى"

الإثنين، 14 ديسمبر 2009 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من السياسة إلى الأدب ومنهما إلى الغناء، يكتب صديقنا الكبير سليمان الحكيم، وفى المجالات الثلاثة يؤكد لقارئه أنه صاحب باع طويل، وهو ما تشعر به فى كتابه الجديد "المعانى فى الأغانى".

من القديم إلى الجديد فى الغناء يغوص الحكيم، ليلتقط أفكاراً وتاريخاً تتلألأ فى كتابه، يبحث فى التاريخ عن سر العلاقة الخاصة التى جمعت بين أمير الشعراء أحمد شوقى والموسيقار محمد عبد الوهاب، وهى العلاقة التى تيقن فى بدايتها أمير الشعراء بأنه أمام موهبة فذة، فعمل كل السبل للحفاظ عليها بدءاً من التحريض ضده لمنعه من الغناء، وهو طفل صغير من أجل الحفاظ على موهبته، واقتناعا بموهبة عبد الوهاب كتب شوقى له أغنيات باللغة العامية.

من عبد الوهاب إلى أم كلثوم وفى أكثر من فصل يتحدث الحكيم، عن هذه السيدة العظيمة التى لم تكن ظاهرة غنائية أو موسيقية، وإنما ظاهرة سياسية واجتماعية، وشملت هذه الظاهرة قيادتها للمرأة ضد التخلف فى مشاعرها، فعرفت كيف تحب وكيف تكره، وينتقل الحكيم بعد ذلك إلى كوكبة الملحنين الذين لحنوا لأم كلثوم، وما بين السنباطى وعبد الوهاب دارت العجلة، فهناك من الملحنين الذين "تكلثموا" بطريقة "سنباطية"، أما عبد الوهاب فقد عمل على "توهيب" أم كلثوم.

ويسأل الحكيم سؤالا لافتا: "هل كانت صدفة أن تظهر هذه الأسماء فى وقت واحد، فايزة أحمد ونجاة وشادية ووردة وهدى سلطان ونجاح سلام وسعاد محمد وفيروز وصباح وعبد الحليم حافظ وفريد وعبد الوهاب وفوزى وكارم محمود وقنديل والموجى وبليغ حمدى ومنير مراد ورياض السنباطى وسيد مكاوى"، ويضيف الحكيم على سؤاله السابق سؤالا مكملا: "لماذا ظهر جميعهم فى وقت واحد، واختفى جميعهم فى آن واحد؟".

يضع الكتاب عبد الحليم حافظ فى السياق السياسى العام لعصر غنائى كانت الأغنية تعبر فيه عن المعارك الوطنية التى قادها جمال عبد الناصر فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وكان صوت عبد الحليم حافظ هو قائدها بامتياز، وكانت أشعار صلاح جاهين وأحمد شفيق كامل وعبد الرحمن الأبنودى التى تغنى بها عبد الحليم، هى التى خلقت طريقا وجدانيا تسكن فيه أحلام البسطاء التى عاش لها جمال عبد الناصر، ويشير الحكيم إلى فضل الأبنودى فى الأغنية الوطنية فى المرحلة التالية لنكسة 5 يونيه عام 1967، التى استطاع فيها الأبنودى تعويض حالة الانكسار النفسى التى داهمت صلاح جاهين بسبب النكسة، وكذلك بليغ حمدى الذى عوض تأثر كمال الطويل.

يشير الحكيم فى كتابه إلى ظاهرة فرقة "الأرض" التى تعد من أبرز ظواهر أغنية المقاومة التى عرفتها مصر بعد النكسة، والتى كان لها أثر كبير فى عملية التعبئة الشعبية المساندة لحرب الاستنزاف التى تعد واحدة من أمجد الحروب العربية، ويتعمد البعض إخفاءها من الذاكرة الوطنية والقومية، وكان لها أيضا الأثر الكبير فى التعبئة لحرب أكتوبر عام 1973.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة