لم يكن المفكر والكاتب الإسلامى خالد محمد خالد من المنجمين أو قارئى الكف، عندما قال فى آخر مقالاته قبل وفاته منذ أكثر من 15 عاماً مضت: "استمتعوا بالسيئ.. فالأسوأ قادم"، فالرجل الذى كان يحمل هموم أمة أنهكها الإعياء وتولى شئونها أصحاب المصالح والفاسدون ورؤساء الحكومات الذين يعملون بالريموت كنترول، كان ينظر فى كتاباته بنظرة السياسى الواعى الذى يرى الأمور من حوله، وكأنها فيلم سينمائى يعرف نهايته مثل أفلامنا العربية المتكررة بسبب الفساد الذى استشرى فى كل موقع، وتعيين الكبار من المحاسيب وأصحاب الحظوة لحماية هذا الفساد، فالوزير يجلس على كرسى الحكم لأكثر من عشر سنوات وكأنه فلتة عصره وأوانه، ورئيس الحكومة يتم تعيينه لتنفيذ سياسات بعينها، ولا يقال حتى وإن شهد عصره كوارث وحرائق كانت كفيلة بقلب أنظمة حكم وليست حكومات!!
إن الحديث المتكرر عن التعديل الوزارى القادم لا أعرف ما هى أهميته، وماذا يرجو الشعب من تعديل وزارى جديد يطيح بوزير أو وزيرين أو ثلاثة دون تغيير واضح فى السياسات التى ينتهجها هذا الحزب الحاكم على مدار أكثر من 45 عاماً من وأد الحريات وفساد وصل للرقاب، وأزمة بطالة وسكن وأوبئة تكاد تفتك بأبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، والذى لم يعد يفكر فى تغيير الحكومة لأنه وضع يده فى الشق من سياسات الحكومات المتعاقبة التى جعلته لا حول له ولا قوة.
إن المواطن المصرى يريد التغيير الفعلى الذى يأتى بحكومة خادمة للمواطن وليس المواطن خادماً لها.. حكومة تعرف أن الخطأ يعتبر تقصيراً، والتقصير يعتبر إهمالاً، والإهمال وضعه الطبيعى هو الاستقالة.. حكومة تأتى بالانتخاب الحر بواسطة إرادة الشعب وليس بإرادة من له السلطة.. حكومة تعرف آهات وأحلام المواطن وليست حكومة تنفيذ أحلام وزرائها ومحسوبيها لسرقة المواطن.
إن الوضع الحالى لا يبشر بأى إصلاح ما دامت إرادة المواطن المصرى حبيسة ولا يسمح لها سوى بالصراخ، وسيظل الأسوأ هو القادم مهما عدلنا وأحضرنا وزراء وحكومات جديدة فى ظل سياسات هذا الحزب الذى لا يريد سواه حاكماً بأمر المصريين، وكأنه يخرج لسانه ويقول للجميع "موتوا بغيظكم"، فهل مازال المواطن المصرى يحلم بالتغيير أم سيظل يستمتع بالسيئ؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة