محمد صلاح

استمتعوا بالسيئ‮.. ‬فالأسوأ قادم‮!

الإثنين، 14 ديسمبر 2009 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم‮ ‬يكن المفكر والكاتب الإسلامى‮ ‬خالد محمد خالد من المنجمين أو قارئى الكف،‮ ‬عندما قال فى‮ ‬آخر مقالاته قبل وفاته منذ أكثر من‮ ‬15‮ ‬عاماً‮ ‬مضت‮: "‬استمتعوا بالسيئ‮.. ‬فالأسوأ قادم‮"‬،‮ ‬فالرجل الذى‮ ‬كان‮ ‬يحمل هموم أمة أنهكها الإعياء وتولى ‬شئونها أصحاب المصالح والفاسدون ورؤساء الحكومات الذين‮ ‬يعملون بالريموت كنترول،‮ ‬كان‮ ‬ينظر فى ‬كتاباته بنظرة السياسى‮ ‬الواعى‮ ‬الذى‮ ‬يرى الأمور من حوله، وكأنها فيلم سينمائى‮ ‬يعرف نهايته مثل أفلامنا العربية المتكررة بسبب الفساد الذى‮ ‬استشرى‮ ‬فى‮ ‬كل موقع، وتعيين الكبار من المحاسيب وأصحاب الحظوة لحماية هذا الفساد،‮ ‬فالوزير‮ ‬يجلس على ‬كرسى‮ ‬الحكم لأكثر من عشر سنوات وكأنه فلتة عصره وأوانه،‮ ‬ورئيس الحكومة‮ ‬يتم تعيينه لتنفيذ سياسات بعينها،‮ ‬ولا‮ ‬يقال حتى‮ ‬وإن شهد عصره كوارث وحرائق كانت كفيلة بقلب أنظمة حكم وليست حكومات‮!!‬

إن الحديث المتكرر عن التعديل الوزارى ‬القادم لا أعرف ما هى أهميته، وماذا‮ ‬يرجو الشعب من تعديل وزارى‮ ‬جديد‮ ‬يطيح بوزير أو وزيرين أو ثلاثة دون تغيير واضح فى‮ ‬السياسات التى‮ ‬ينتهجها هذا الحزب الحاكم على ‬مدار أكثر من‮ ‬45‮ ‬عاماً‮ ‬من وأد الحريات وفساد وصل للرقاب، وأزمة بطالة وسكن وأوبئة تكاد تفتك بأبناء هذا الشعب المغلوب على ‬أمره،‮ ‬والذى‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يفكر فى‮ ‬تغيير الحكومة لأنه وضع‮ ‬يده فى‮ ‬الشق من سياسات الحكومات المتعاقبة التى‮ ‬جعلته ‬لا حول له ولا قوة‮.‬

إن المواطن المصرى‮ ‬يريد التغيير الفعلى‮ ‬الذى‮ ‬يأتى ‬بحكومة خادمة للمواطن وليس المواطن خادماً‮ ‬لها‮.. ‬حكومة تعرف أن الخطأ‮ ‬يعتبر تقصيراً،‮ ‬والتقصير‮ ‬يعتبر إهمالاً،‮ ‬والإهمال وضعه الطبيعى‮ ‬هو الاستقالة‮.. ‬حكومة تأتى‮ ‬بالانتخاب الحر بواسطة إرادة الشعب وليس بإرادة من له السلطة‮.. ‬حكومة تعرف آهات وأحلام المواطن وليست حكومة تنفيذ أحلام وزرائها ومحسوبيها لسرقة المواطن.‬

إن الوضع الحالى‮ ‬لا‮ ‬يبشر بأى ‬إصلاح ما دامت إرادة المواطن المصرى‮ ‬حبيسة ولا‮ ‬يسمح لها سوى بالصراخ،‮ ‬وسيظل الأسوأ هو القادم مهما عدلنا وأحضرنا وزراء وحكومات جديدة فى‮ ‬ظل سياسات هذا الحزب الذى‮ ‬لا‮ ‬يريد سواه حاكماً‮ ‬بأمر المصريين،‮ ‬وكأنه‮ ‬يخرج لسانه ويقول للجميع‮ "‬موتوا بغيظكم‮"‬،‮ ‬فهل مازال المواطن المصرى ‬يحلم بالتغيير أم سيظل‮ ‬يستمتع بالسيئ؟‮!‬





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة