إبراهيم ربيع يكتب: البدرى وعبد الملك.. والقطار الذى خرج عن القضبان

الإثنين، 14 ديسمبر 2009 03:33 م
إبراهيم ربيع يكتب: البدرى وعبد الملك.. والقطار الذى خرج عن القضبان إبراهيم ربيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليس لدى دليل على أن حسام البدرى قال لمحمد فاروق الحكم الدولى بين شوطى مباراة الأهلى والإسماعيلى "والله العظيم مخليك تحكم تانى".. وليس لدى دليل على أن لاعبى الإسماعيلى– ومنهم المعتصم سالم المطرود– سمعوا ذلك أم لم يسمعوا.. لكن هناك بالتأكيد بعض الأسئلة الواجب طرحها ولن ننتظر منها إجابات لأنها صعبة وفى إطار صفقة "لو قلت هقول".. على أساس أن المباراة من المفترض أنها جرت تحت شعار "فى حب مصر" فى بطنها الكثير من الأسرار التى لم تظهر ولكنها عبرت عن نفسها فى الاعتداء على أتوبيس الأهلى واتهام البدرى بتهديد الحكم..

وبصفة شخصية أنا لم أصدق أن يقول البدرى ذلك للحكم لأن مانويل جوزيه نفسه بعصبيته وتجاوزاته لم يقلها قبل أن يرحل فما بالنا بحسام البدرى المشهود له بحسن الأخلاق والتحكم فى انفعالاته وغضبه حتى إنه يستوعب المعطيات الجديدة فى فريقه وهى مزعجة ولو واجهها جوزيه مثلا لما بقى فى الأهلى يوما واحدا.. لكن دفعنى الفضول الصحفى وغرابة ما قرأته أن أتصل بالحكم محمد فاروق وأتعهد له ألا أنشر حرفا واحدا لو قال لى الحقيقة التى أريدها لنفسى فقط وهو نفس ما فعلته فى واقعة أحمد عيد عبد الملك..

وكان بمقدور محمد فاروق أن يناور أو حتى ينفى بإصرار ليحمى نفسه من الاتهام بالضعف بل ويحمى نفسه من نفوذ الأهلى.. وفى نفس الوقت كنت قادرا على تحليل ردوده وفهمها واستيعابها.. فمن السهل قراءة ما وراء أى حوار إذا كان أحد أطرافه صحفيا يعمل فى مجال ينضح فيه الإناء بما يحويه.. ولم أكن أحتاج تكرار محمد فاروق للقسم بأن شيئا من ذلك لم يحدث بل إنه لم يلتق بحسام لا قبل ولا خلال ولا بعد المباراة وأنه فوجئ بهذا الكلام فى بعض الصحف، وأنه لو حدث لكان هو– أى فاروق – الذى أجلس البدرى فى البيت.

إذن كيف يتردد كلام ينفيه بشدة كل أطرافه لدرجة أن البدرى فكر فى مقاضاة اللاعب مصدر الاتهام؟.. فهل مثلا وجه حسام التهديد بعيدا عن الحكم (الذى لم يسمعه) من باب الغضب ولو حدث ذلك فلا قيمة له لأنه مجرد " تنفيس".. أو أن أحدا من لاعبى الإسماعيلى أو حتى من الإداريين أبلغه للحكم عن حقيقة أو وقيعة.. أو أنه غضب شديد أدار رأس المعتصم سالم بعد طرده.. أم أنها "افتكاسة" صحفية لوضع واقعة الأتوبيس مقابل واقعة التهديد؟..

المصيبة أننا ندير شئوننا بمنطق "المقايضة" لا بمنطق الإدارة واحترام الشرعية.. وهو ما يحكم خط سير الرياضة المصرية التى أصبحت مثل قطارات السكة الحديد التى تفاجئنا من حين لآخر بالخروج عن القضبان ليس لأنها سيئة بل لأن من يديرون محركاتها وحركتها سيئون.. ولو أننا نعمل بالمنطق الطبيعى الذى تأخذ به الدول المحترمة لما فكر اتحاد الكرة فى البحث عن طريق لا يحل به مشكلة مباراة الزمالك وحرس الحدود.. الاتحاد يجهد نفسه فى العثور على "اللاحل" رغم أن منطق الأشياء فى الحياة أنه عندما توجد مشكلة لابد تلقائيا أن تفكر فى حلها مهما كانت طبيعة الحل ورضا الأطراف به.. أما أن نخترع أشكالا جديدة جهنمية فى إدارة المشاكل تعتمد على "المقايضة".. مثلا بأن يساعد الاتحاد الزمالك فى وقت ما مقابل أن يساعده الزمالك الآن فى غلق الملف.. ويا دار ما دخلك شر.. فإننا بصدد نوع حديث من البشر أول من اعتنق ونفذ نظرية "الفوضى الخلاقة" فى حياتنا العامة رغم أنها نظرية استثنائية تستخدمها أمريكا وإسرائيل فى الخفاء لتفكيك بعض الدول المقاومة من الداخل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة