انتقد عدد كبير من الأطباء العالميين قيام عدد كبير من المؤسسات الصناعية والخدمية فى مصر برفض تشغيل أى فرد تثبت التحاليل الأولية أنه مصاب بأى نوع من فيروسات الكبد حتى لو كان خاملا.
وأكد المشاركون فى الدورة التدريبية العالمية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى التى انتهت فعالياتها أمس أن الإصابة بفيروسات الكبد لا تستدعى حرمان المصاب من العمل، بل توجب على المؤسسة التى يعمل بها والحكومة مساعدته، ورفض الدكتور فيروتشيو بونينو، رئيس القسم العلمى بمستشفى ميلان التعليمى وأحد أشهر خبراء علاج الفيروسات الكبدية بشدة قيام أصحاب الأعمال بهذه التصرفات المنافية لحقوق الإنسان وطالب بونينو من يتعرض لهذا التصرف بأن يلجأ إلى منظمة الأمم المتحدة فورا لحفظ حقوقه، كما يجب على كل المنظمات المدنية حمايته ومساعدته، مشيرا إلى أن نسب الشفاء من الالتهاب الكبدى سى تصل حوالى 60% حاليا ولكن الاكتشاف المبكر يزيد من فرص الشفاء ويخفض تكاليف العلاج.
ومن أحدث تطورات الاكتشاف المبكر لفيروس سى إمكانية اكتشاف الإصابة من خلال اللعاب فى بضعة دقائق وستصبح هذه الفحوصات متاحة قريبا، ولا داعى لحرمان هؤلاء المرضى من العمل وزيادة الخسائر الفردية والقومية.
كما أعلن الدكتور بونينو أن الخمس سنوات القادمة ستشهد طفرة فى علاج فيروس سى قد ترفع نسب الشفاء إلى 90% وذلك باستخدام مزيج من العلاجات الجديدة مع العلاجات الأساسية - الإنترفيرون ممتد المفعول والريبافيرون– مما يعنى تحقق الشفاء التام لمعظم المرضى.
وفى إطار الحديث عن أحدث علاجات فيروس سى، أكد د. بونينو: "أن الانترفيرون المصرى غير معروف أو مستخدم فى أى دولة من دول العالم ولم تنشر أى أبحاث عنه فى المجلات العلمية."
وأكد الدكتور إبراهيم مصطفى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بيلهارز وسكرتير عام المؤتمر أن هناك كارثة صحية واقتصادية جديدة سيتعرض لها المصريون خلال السنوات القادمة بعدما وصلت معدلات الإصابة بفيروس سى الكبدى الوبائى إلى مستويات مخيفة حيث أصبح فرد من 10 أفراد مصريين مصابا بفيروس سى ونسبة كبيرة أخرى مصابة بفيروس بى الكبدى، مشيرا إلى أن ذلك يوجب الاهتمام الشديد من كل الأطراف بهذه القضية وأن حرمان المريض من العمل هو أمر خطير، مشيرا إلى أن العلاج أصبح متوفرا الآن، كما أن "لدينا نوعين من الانترفيرون فى مصر الآن: الانترفيرون الأجنبى ممتد المفعول المستخدم عالمياً والانترفيرون المصرى، ويجب أن يجتاز الانترفيرون المصرى التجارب الإكلينيكية لإثبات فاعليته، بالإضافة إلى عمل دراسة مقارنة بين الدواء المصرى ونظيره الأجنبى لمقارنة الفاعلية، وبالطبع نؤيد أى منتج مصرى بشرط إثبات الفاعلية"، كما نفى الدكتور إبراهيم إجراء أية أبحاث على الانترفيرون المصرى بمعهد تيودور.
وأفاد الدكتور موريس شيرمان، أستاذ الجهاز الهضمى وأمراض الكبد بمستشفى تورونتو العام: "سرطان الكبد مشكلة صحية عالمية فى تزايد مستمر وفى مصر على وجه الخصوص، ويجب أن يهتم مريض فيروس سى بالكشف المبكر لتجنب الإصابة بسرطان الكبد من خلال فحص دورى كل 6 أشهر لأى أورام بالكبد، فإذا وجد ورم لا يزيد حجمه عن 2 سنتيمتر يمكن علاج 95% من الحالات عن طريق الحرق الحرارى، وإذا بلغ حجم الورم 3 سنتيمترات يمكن علاج 70% من الحالات، بينما تنخفض نسب الشفاء إلى أقل من 50% إذا زاد حجم الورم عن 3 سنتيمترات."
وقالت د. بريدجيت شوماخر، أستاذ الجهاز الهضمى وأمراض الكبد بمستشفى دوسلدورف: "إذا تم اكتشاف أورام الجهاز الهضمى مبكرا يمكن علاج معظمها عن طريق المناظير دون الحاجة إلى أية عمليات جراحية، إن الفحص الدورى من خلال المناظير يمكن أن ينقذ حياة بعض المرضى ويجنبهم استئصال المرىء أو أجزاء من الجهاز الهضمى، وفى حالة الاكتشاف المبكر للورم قد يتم استئصاله بالمنظار خلال مدة لا تزيد عن 30 دقيقة".
كما أضاف د. ناجشوار ريدى رئيس قسم الجهاز الهضمى بالمعهد الآسيوى: "شهد مجال العلاج بالمناظير طفرة كبيرة، فى بداية الأمر كانت تستخدم المناظير لتشخيص الحالات فقط أما الآن فتستخدم أيضا فى علاج بعض الأمراض مثل إزالة المرارة والزائدة الدودية بدون جراحة.
بسبب رفضها تشغيل المصابين بفيروسات الكبد..
أطباء عالميون يطالبون بشكوى المؤسسات المصرية فى الأمم المتحدة
الإثنين، 14 ديسمبر 2009 03:33 م
بعض الأطباء المشاركين فى الدورة التدريبية العالمية لأمراض الكبد والجهاز الهضمى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة