اليوم فقط صدقت قول الشاعر: "وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا" هذا الموضوع يمكن أن يوضع تحت عنوان "صدق أو لا تصدق" وإليكم ما حدث:
مواطن مصرى بسيط بعد أن انتهى من عمله استقل مترو الأنفاق فى طريق العودة، ومن شدة التعب نام ليستيقظ وقد فاتته المحطة التى سينزل فيها. وهنا سؤال: ماذا ستفعل؟ الطبيعى أنك ستنتقل إلى الرصيف المعاكس وتستقل المترو حتى محطتك. وهنا تكون قد ارتكبت مخالفة تستوجب الغرامة الفورية. القضية هنا ليست فى قيمة الغرامة المالية ولكن القضية هى فى السؤال: ما الجرم الذى ارتكبته ويستحق تلك الغرامة؟ هل أجرمت حين راعيت ضميرى وعملت حتى استبد بى التعب فنمت؟
المشكلة يا سادة أن الذى حدث معه هذا الأمر ظل يسب ويلعن فى بلده وهذا يأخذنا إلى موضوع ضعف الانتماء – إن لم يكن انعدامه- فى شباب هذا الجيل. الجيل الذى خرج إلى الدنيا مع بداية حكم الرئيس مبارك. هذا الجيل الذى أرى أنه مظلوم فى كل شىء فى تعليمه وفى تطبيبه وفى توظيفه.
الجيل الذى أصبح حصوله على حياة كريمة أمرا بعيد المنال. الجيل الذى قال عنه رئيس وزرائه إنه غير ناضج سياسيا، وقال وزير الصناعة غنه لا يحسن الصناعة، الجيل الذى أصبحت جنسيته المصرية – التى من المفروض أن تكون فخرا له- هماً يحمله على عاتقه وتمنى أن لم يولد مصرياً وهو يرى كرامته تهان فى بلده وعلى يد أبناء جلدته، الجيل الذى يرى المليارات التى تم اقتطاعها من لحمه ودمه تهدر على ما لا طائل وراءه، الجيل الذى يرى فرصته تضيع بسبب الواسطة.
صدقونى يا سادة ما دفعنى لكتابة هذه الكلمات هو حزنى الشديد على ما آلت إليه حال هذا البلد، فمصر لا تستحق أبدا ما يحدث لها، فهل سيأتى اليوم الذى سيتحسن حالها؟ موعدنا 2011.
* مندوب تسويق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة