نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً لجوشوا كيرلانزيك ينتقد خلاله جهود الرئيس الأمريكى باراك أوباما المتعلقة بحقوق الإنسان، لافتاً إلى أن أوباما الحائز الآن على جائزة نوبل للسلام أشار بالفعل إلى كرامة المدافعين عن حقوق الإنسان أثناء خطاب تسلم الجائزة فى احتفال تاريخى بأوسلو يوم الخميس المنصرم، ولكنه مع ذلك لم يحرك ساكناً فى يونيو الماضى عندما اشتعلت الشوارع الإيرانية بالمظاهرات العارمة التى تندد بالنظام الإيرانى والانتخابات الرئاسية التى أسفرت عن فوز أحمدى نجاد بفترة رئاسة ثانية.
وأوضحت واشنطن بوست أن الشىء الغريب هو أن أوباما الذى أشيد بالتزامه بالسلام ابتداء من الصين إلى السودان ومن بورما إلى إيران، قد قلل من الالتزام الأمريكى بحقوق الإنسان وهو التزام استمر خلال كل من الإدارات الجمهورية والديمقراطية بما يعود إلى الوراء لإدارة جيمى كارتر الرئيس الأمريكى الأسبق على الأقل، وحتى الآن، ليس لديه كثير يمكن أن يبديه".
وقال الكاتب إن تحول إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن الاهتمام بحقوق الإنسان واضح بصورة كبيرة على أرض الواقع، ففى مصر مثلاً وهى دولة حليفة تعرف بأنها فى أمس الحاجة لإرساء قواعد للديمقراطية، قامت الولايات المتحدة بقطع تمويل الجماعات المدنية التى تروج للديمقراطية وعملت جنباً إلى جنب مع المنظمات غير الحقوقية المرتبطة بالحكومة، وذلك حسبما يقول المدافعون عن حقوق الإنسان والمتابعون لآخر التطورات فى مصر. ويرى الكاتب أن ما يدعو للمفارقة هو فوز أوباما بنوبل فى وقت يقود فيه حربين، ولكن مثلما قال أوباما فى خطابه "واحدة منهما بدأت تخبو والأخرى صراع لم تسع له الولايات المتحدة الأمريكية".
وتلفت الصحيفة إلى أن البيت البيض ربما كان يخشى أن يسمح بالتأييد العلنى من أوباما للمحتجين للنظام برسمهم على أنهم أذناب للأمريكيين أو ربما يقوض ذلك من الجهود الأمريكية بشأن البرنامج النووى لطهران، وأن مثل هذه المخاوف شلت موقف الإدارة.
وأضافت صحيفة واشنطن بوست أنه بعد مناقشات مع مستشارين حاليين للرئيس الأمريكى ومسئولين سابقين فى البيت الأبيض طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، يمكن استنتاج أن أسباب أوباما للتقليل من حقوق الإنسان ربما تكون متعمدة تماما، بل حتى إن كانت هذه الاستراتيجية غير مثمرة كما خطط لها.
وتوضح الصحيفة أن أحد الأسباب ربما تكون أن أوباما أراد تمييز نفسه عن سلفه جورج بوش الذى شوه أجندة حقوق الإنسان بشكل سيئ بربطها الحرب فى العراق بحقوق الإنسان، ومن خلال تبنيه نهجا يتسم بنغمة أخلاقية وإنجيلية بشكل مفرط حيال الديمقراطية.
وتشير إلى أن بعض المسئولين يعتقدون أن التفاوض بشأن حقوق الإنسان وراء الكواليس يؤدى بنتائج أفضل عن التى فى العلن، حيث إنها تسمح للأنظمة السيئة بحفظ ماء الوجه، حيث تسمح بشكل أساسى لهذه الأنظمة بتقديم تنازلات.
وتقول الصحيفة إن بعض كبار المدافعين عن حقوق الإنسان ركزوا على التخلص من الإساءات الخاصة بأمريكا من جوانتانامو إلى برنامج تسليم المشتبه بهم بالضلوع فى الإرهاب إلى دول خارجية لاستجوابهم، معتقدين أن الدفاع عن حقوق الإنسان يبدأ بإرساء نموذج أفضل فى الداخل.
وتلفت إلى أن الإدارة قللت التركيز على الديمقراطية فى بعض المستويات المؤسسية الأساسية، موضحة أنه بالرغم من أن إدارة بوش استحدثت منصب نائب مستشار الأمن القومى لشئون استراتيجية الديمقراطية فى العالم قللت تركيبة مجلس الأمن القومى لأوباما صراحة من دور المتخصصين فى الديمقراطية، بل إن بعض أركان الحكومة تبدو بعيدة حتى عن كلمة "الديمقراطية".
للمزيد من الاطلاع، اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..
قالت إن مصر خير دليل على عدم اهتمام أوباما بحقوق الإنسان..
واشنطن بوست تصف فوز أوباما بـ"نوبل" بالخطأ
الأحد، 13 ديسمبر 2009 04:51 م
واشنطن بوست تتهم أوباما بتجاهل حقوق الإنسان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة