معهد واشنطن: عودة سلطان تغير حسابات الخلافة السعودية

اهتم معهد واشنطن لدراسات الشرقى الأدنى بالتغييرات المحتملة فى السياسة السعودية مع عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد إلى البلاد بعد غياب دام عاماً كاملاً للعلاج فى الولايات المتحدة والنقاهة فى قصره بالمغرب.

وقال المركز البحثى الأمريكى فى التحليل الذى كتبه سيمون هندرسون، إنه على الرغم مما قيل عن أن سلطان يتمتع بصحة كاملة الآن، إلا أنه يعتقد أنه يزال غير معاف. ففى غياب سلطان، عين الملك عبد الله الأمير نايف فى منصب النائب الثانى لرئيس الوزراء، وهو ما يعنى أنه ولى العهد المنتظر. ورأى الكاتب أنه ناهيك عن أن عودة سلطان تمثل تغييراً جديداً فى عملية الخلافة فى المملكة، فإنها تبعث بمؤشرات تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للرياض.

واعتبر الكاتب أن عودة الأمير سلطان تغيير من حسابات الدينامكيية السياسية للعائلة المالكة السعودية. فسلطان ينتمى إلى الفرع السوديرى من العائلة الذى يضم أقوى الإخوة من
آل سعود من بين عشرين أخ لا يزالون على قيد الحياة. ورغم المزاعم بأنه يتمتع بصحة جيدة والتى تعزز وضعه كولى للعهد، إلا أن تقدمه فى السن يهدد فرصه فى ذلك بسبب عجزة وعدم قدرته على القيادة.

وهناك خلاف على العمر الدقيق للأمير سلطان، أغلب العلماء يقولون إنه ولد عام 1924، وهذا يعنى أن سنة 85 عاماً، وهناك آخرون يقولون إنه مولود عام 1930 أو 1931 مما يعنى أنه ربما يكون أصغر من العديد من أخوته.

وتحدث هندرسون عن التحديات التى تواجه السعودية فى الداخل وأهمها الانتقادات التى تتعرض لها الحكومة، فيما يتعلق بإنفاقها لعائدات النفط، وعلى الصعيد الإقليمى هنالك التوتر المتزايد على الحدود مع اليمن، حيث تواجه قوات الجيش السعودى المتمردين الحوثييين الذين عبروا الحدود السعودية.

هذا الأمر تحديداً ربما يثير اهتمام الأمير سلطان حيث أنه عمل كوزير للدفاع منذ عام 1862، وقد قام ابنه الأمير خالد مساعد وزير الدفاع بدور قيادى فى هذه الأزمة.

واختتم الكاتب تحليله بالقول إن مسألة انتقال السلطة فى السعودية ومكانتها الإقليمية القيادية تمثل قضايا هامة لواشنطن.

ودعا الرياض إلى ضرورة معالجة التهديد بعدم الاستقرار بسبب الصراع الحدودى على اليمن إلى جانب مخاطر الأصولية الإسلامية والجدل حول الخلافة فى السعودية ليس جديداً، لكن عودة سلطان ربما تبرز هذا الجدل من جديد.