أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

صيادو المهجر

السبت، 12 ديسمبر 2009 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن الصيادين المصريين الوحيدون فى مصر الذين يستطيعون منافسة أبو تريكة على شهرته التى تجاوزت المحلية إلى الإقليمية والعالمية، حتى أصبح شائعا أن تجد صوراً وأخباراً عن الصيادين المصريين ومراكبهم المميزة فى وسائل الإعلام من مالطا واليونان شمالا وليبيا وتونس غربا إلى اليمن والصومال وأثيوبيا جنوبا، وصولا إلى سواحل الخليج وسلطنة عمان، باعتبارهم دخلاء يجب القبض عليهم ومصادرة ما تعبوا فى صيده، وآخرهم 13 صياداً قبضت عليهم السلطات الليبية الشقيقة واحتجزتهم بعد مطاردة مثيرة بعد أن جرفتهم نوة بحرية من المياه المالطية إلى المياه الليبية الشفيفة.

طبعا ليست كل البلاد مثل الصومال، التى منذ أن تركت اسمها المصرى القديم "بلاد بونت" استحوذ عليها القراصنة، الذين طوروا طريقة التعامل مع صيادينا من الاحتجاز إلى طلب الفدية، وليس كل الصيادين مصريين يستطيعون اختطاف خاطفيهم واحتجاز القراصنة وجرجرتهم إلى مصر دون طلب فدية، ومع ذلك بدأ البعض يتساءلون: لماذا يسعى الصيادون المصريون إلى منافسة أبو تريكة فى شهرته الدولية؟ وتساءل البعض الآخر هل توجد علاقة بين تراجع الفيضان وتراجع مستوى الصيد فى بحيرات ناصر والبرلس وإدكو والمنزلة؟ وأمام الميكروفون تكلم رجل من حى عابدين منتقدا الصيادين الذين يخرجون من دارهم ليفقدوا مقدارهم، ويجلبوا لنا المشاكل التى نحن فى غنى عنها، ودعا الرجل الذى من عابدين إلى الحجر على الصيادين، وتطبيع العلاقات مع قراصنة الصومال.

من ناحية أخرى يدفعنا الجدل الدائر حول صيادينا فى الشتات والمياه الإقليمية للأغراب، إلى البحث عن بحيراتنا وشواطئنا ونيلنا، أين ذهبت، وكيف تراجعت عوائد الصيد فيها لدرجة تدفع الباحثين عن الرزق إلى أن يهجوا بحثا عن الرزق غير الملوث، حتى لو كان الثمن القبض عليهم ومصادرة ثمرة تعبهم.

فى هذا السياق يحضرنى تصريح للريس بكرى أبو الحسن شيخ الصيادين فى منطقة رشيد بعد عملية الانتصار على قراصنة الصومال، دعا فيه الحكومة المصرية للتدخل لحماية أسطول الصيد المصرى من خلال تيسير وحدات بحرية لمراقبة عمل مراكب الصيد، وضمان عدم تجاوزها الحدود الفاصلة بين الدول وحمايتها بحكم أن المياه الإقليمية لأى دولة تكون محددة بعلامات غير مرئية يصعب تحديدها.

‬ومع تصريحات الريس بكرى هناك عدة أسئلة للحكومة الرشيدة، أولها: من المسئول عن تراجع مساحة بحيرة إدكو من 47 ألف فدان‮ إلى 17 ألف فدان، منها حوالى ‮٥ ‬آلاف فدان فقط هى الصالحة للصيد، مع انتشار ورد النيل والبوص والأحراش، وعدم قيام الجهات المختصة بالمتابعة؟

من المسئول عن التناقص المستمر فى مساحة بحيرة‮ "‬البرلس" ‬ ثانى أكبر بحيرة فى مصر بعد المنزلة،‮ بسبب التعديات والتجريف والتجفيف‮، حتى تقلصت مساحة البحيرة من 160 ألف فدان إلى 95 ألف فدان،‮ ‬منها 25 ألف فدان بوص؟

كيف يمكن إنقاذ بحيرة قارون التى تحولت إلى مصرف لمخلفات الصرف الصحى عبر مصارف الصرف الزراعى؟

الحقيقة أننا لا نستطيع لوم الصيادين المصريين على سعيهم للرزق حتى لو أصبحوا مشهورين رغم أنوفهم فى وسائل الإعلام الأجنبية، باعتبارهم دخلاء، لأن المسئولين عنهم يطاردونهم ويطردونهم باعتبارهم مزعجين ودخلاء أيضا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة