صدر عن جمعية نوافذ للترجمة، بالتعاون مع مؤسسة اليابان الثقافية، كتاب يتناول سيرة الأمير الساموراى العظيم "يوشى تسونيه" وأتباعه المخلصين، من ترجمة الدكتور أحمد فتحى.
سيرة الأمير "يوشى تسونيه" تروى فى الأصل رواية شفهية، باستخدام آلة وترية، ويقوم بروايتها بشكل خاص رهبان بوذيون فقدوا نعمة البصر، فتميزوا بالقدرة الفائقة على الحفظ، وانتشر كثير منهم فى ربوع اليابان، وخصوصًا فى منطقة شمال شرق اليابان منذ بدايات القرن الثالث عشر الميلادى، يحكون للناس فى القرى والنجوع، وفى أيام المناسبات والموالد الدينية؛ بغرض أساسى هو تأبين أرواحهم، حيث ماتوا كلهم قتلى أو منتحرين.
ولأن هذه السيرة قد قامت أساسًاـ قبل تدوينهاـ على التلاوة الشفهية المصحوبة بالموسيقى؛ فإنها بذلك تشبه سير الأبطال الشعبية التى عرفناها فى مصر والشرق، مثل سيرة الملك الظاهر بيبرس، سيرة ذات الهمة، سيرة أبو زيد الهلالى، وغيرها من السير الشعبية المعروفة، والتى ما زال جزء منها يتلى فى قرى الصعيد بواسطة المنشد أو عازف الربابة، والتى تتسم بالقصص والحكايات الشيقة فى الحب والعشق والمغامرات بل والخيانة والإحساس بالظلم، ثم بالانتصارات والهزائم.. وهى نفس ملامح السيرة اليابانية.
الأمير "يوشى" من أشهر محاربى الساموراى فى اليابان، فى العصور الوسطى، يقال إنه بعد أن حقق انتصاره، هاجر إلى بلاد المغول، وأصبح إمبراطورًا.
ويستدل المترجم على أهمية تلك السيرة، بأن الكثير من المواقف فيها، يعرفها اليابانيون الآن ويستشهدون بها كدليل على صدق ما يقولون، ومنها كانت بعض أغانى الأطفال بل هذه السيرة هى أصل المسرح التقليدى الكابوكى، ومسرح نوه، ومسرح العرائس.. وغيرها، مما يقال معه، إن التقدم الهائل فى اليابان الآن، لم يلغ ولا يخفى الفنون التراثية الأصيلة فى تلك البلاد.
يذكر أن الدكتور أحمد فتحى حصل على الدكتوراه فى الفنون الشعبية (السيرة الشعبية) اليابانية. وهو من المتخصصين فى الأدب الشعبى اليابانى. له عشرة أعمال أدبية مترجمة عن اليابانية إلى اللغة العربية. وعدد من البحوث فى الرواية اليابانية.