سكينة إبراهيم والدة المجنى عليها لم تبلغ الـ20 من عمرها، إلا أن ملامح الحزن المرسومة على وجهها جعلتها فى العقد الخامس، "حسبى الله ونعم الوكيل" كلمات لا يتوقف لسانها عن ترديدها.
اليوم السابع التقى بالأم المكلومة فسردت قصتها وسط حالة من الانهيار، إلا أن دموعها أوقفتها كثيراً عن الحديث، لتبدأ القصة قائلة، إنها تزوجت وهى بنت السادسة عشر من عمرها بعد فشلها بالدراسة، وسرعان ما أنجبت توأماً، إلا أن القدر حرمها منهما ليتوفى الاثنان معاً وفاة طبيعية، ثم عوضنى الله بـ"هبة" التى جعلتنى أشعر بالسعادة من جديد، إلا أن سعادتى لم تكتمل مع دخول زوجى السجن فى قضية سرقة، التى حكم عليه فيها بالسجن 3 سنوات، لتجد نفسها فى يوم وليلة تعيش مع "حماتها" بعد أن عجزت عن تدبير نفقات المعيشة.
مسلسل الأحزان لم تتوقف حلقاته عند هذا الحد، ليتم اختتامه يوم الأحد الماضى بحلقة أخيرة هى الأكثر مأسوية، عندما شعرت بالمرض يتسرب إلى جسدها فتركت طفلتها فى شقة زوج عمتها وذهبت إلى المستشفى للكشف الطبى والاطمئنان على نفسها، وبعودتها إلى الشقة فوجئت بنجلتها هبة ملقاة على الأرض بعينين جاحظتين والدم يسيل من أنفها، بينما كان المتهم يرتدى ملابسه ويستعد للهروب، فأمسكت به وأسرعا معاً بالمجنى عليها إلى مستشفى الخليفة، إلا أن الطفلة كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة، ليتم إبلاغ أجهزة المباحث التى ألقت القبض على المتهم.
الدموع أوقفتها عن الحديث لتعود مرة أخرى، مؤكدة أن المتهم تجرد من جميع المشاعر الإنسانية عندما أيقظ نجلتها بعد اصطدامه بها وهى نائمة على الأرض، ومع ارتفاع صراخاتها لم يستطيع إيقافها فهداه تفكيره إلى وضعها تحت صنبور الماء البارد فى محاولة منه لإسكات صراخها، ولكنه فوجىء بالدماء تسيل من أنفها لتفقد النطق.
سكينة لم تكن هى الوحيدة التى أصيبت بالذهول وإنما جدة المجنى عليها أيضاً، حيث ذكرت، أن المتهم دائم السكر وتناول المواد المخدرة وأن هبة لم تكن ضحيته الأولى، فله طفل مصاب بارتجاج بالمخ ومعاق نتيجة تعرضه للتعذيب على يديه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة