أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، أن زيارة الرئيس مبارك إلى فرنسا ستتناول بشكلٍ أساسى التشاور وتنسيق المواقف للعمل على تنشيط جهود تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الرئيسين لديهما رغبة وعزم أكيدان على عدم ترك الأمور جامدة على النحو الحالى، لما يمكن أن يترتب على هذا الجمود من تدهور فى الوضع قد يعقد الموقف بشكلٍ أكبر للجميع، ومن المقرر أن يلتقى الرئيس مبارك الرئيس الفرنسى ساركوزى الاثنين المقبل.
وقال أبو الغيط إن البلدين يؤيدان الجهد الأمريكى لتحقيق السلام، وأن تحرك مصر وفرنسا إنما ينبع من اقتناع كل منهما بضرورة تضافر إرادات المجتمع الدولى، وخاصة الأطراف الرئيسية، من أجل تغيير الوضع القائم والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، مضيفاً أن البيان الأوروبى الأخير بشأن السلام فى الشرق الأوسط قد تضمن عدداً من العناصر الإيجابية التى يمكن البناء عليها لتحريك الموقف، وأن مصر مستمرة فى الاضطلاع بدورها فى هذا الشأن مع القوى الرئيسية المهتمة بتحقيق السلام فى الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن الرئيسين سينظران فى كافة الأفكار والمقترحات التى يمكن أن تسهم فى دفع الجهود المبذولة إلى الأمام مع الالتزام بكافة المبادئ الأساسية لتحقيق السلام الفلسطينى – الإسرائيلى.
ولفت أبو الغيط إلى أن المباحثات ستتناول أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك مثل الأوضاع فى المشرق العربى ومنطقة الخليج والسودان، كما ستتناول أيضاً مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط التى يتولى الرئيسان المصرى والفرنسى رئاستها المُشتركة، حيثُ من المنتظر أن يُقرأا عدداً من التحركات التى من شأنها دعم الاتحاد الجديد، موضحاً أن المباحثات الرئاسية سوف تتناول كذلك سبل دفع العلاقات الثنائية بين الجانبين، مُشيراً إلى أن فرنسا تأتى فى المرتبة الأولى للدول الأوروبية المُستثمرة فى مصر، حيثُ تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات الفرنسية نحو 3 مليارات يورو موزعة على نحو 348 مشروعاً فى مختلف القطاعات، كما تحتل فرنسا المرتبة الثالثة فى علاقات مصر التجارية بدول الاتحاد الأوروبى، حيثُ تضاعف حجم التبادل التجارى من 1.2 مليار يورو عام 2002 إلى نحو 2 مليار يورو عام 2007.
وأشار أبو الغيط إلى أن محطة الرئيس التالية فى جولته الأوروبية سوف تكون للعاصمة التركية أنقرة، حيثُ يعقد جلستا مباحثات ومشاورات مع كل من الرئيس التركى عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وقال إنه من المنتظر أن يبحث الرئيس مع القيادات التركية عدداً من القضايا الهامة ذات الصلة بالأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط فى ضوء النشاط والتوجه الواضح لدى كل من مصر وتركيا، للعمل معاً من ِأجل تحقيق السلام والاستقرار فى الإقليم. وأضاف أبو الغيط أن التشاور المصرى التركى قائم ومستمر لمصلحة الاستقرار فى الشرق الأوسط، مُشيراً إلى الزيارات العديدة المتبادلة على مختلف المستويات بين الجانبين على مدار العام الأخير والتى تتوجها زيارة السيد الرئيس إلى أنقرة.
وأشار أبو الغيط إلى أن الزيارة الرئاسية إلى تركيا تهدف أيضاً للتشاور وتبادل الرأى حول الأوضاع فى منطقة المتوسط بشكل عام وكذلك فى منطقة القوقاز ووسط آسيا وأفغانستان، حيثُ تنشط الدولتان فى كافة هذه المناطق ليس فقط لتحقيق مصالحها، وإنما أيضاً بهدف تحقيق الاستقرار والأمن والسلام فى الإقليم الممتد من وسط آسيا إلى شرق المتوسط.
وذكر وزير الخارجية أن مباحثات السيد الرئيس فى تركيا سوف تتناول أيضاً سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، خاصة الصعيد الاقتصادى، حيثُ بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 2008، ورغم احتدام الأزمة المالية العالمية، نحو 2.1 بليون دولار، كما تجاوز حجم الاستثمـارات التركيـة المباشـرة فى مصـر حاجز الـ 800 مليون دولار. هذا بالإضافة إلى جهود الجانبين فى الانتهاء من إنشاء منطقة صناعية تركية بمدينة السادس من أكتوبر على مساحة 2 مليون متر مربع، لتضم 400 مصنع، حيثُ من المتوقع أن توفر المنطقة بعد اكتمالها 22 ألف فرصة عمل، ويقدر حجم التصدير المتوقع منها بـ2 مليار دولار سنوياً.
الرئيس محمد حسنى مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة