محمد حمدى

صحفى من العتبة

الجمعة، 11 ديسمبر 2009 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من اعتصام صحفيى الشعب فى نقابتهم، كنت إلى جوار المعتصمين لبعض الوقت، ليس لإنجاز اتفاق سعى إليه النقيب الأستاذ مكرم محمد أحمد بقدر ما كان للتضامن مع زملائى الذين تعلمت منهم الكثير حين خطوت خطواتى الأولى فى عالم الصحافة.

فى نهاية عام 1987 التقيت الصديق العزيز طلعت رميح للمرة فى سنترال العتبة، حيث كان طلعت يعمل مراسلا لمجلة البيادر السياسى الفلسطينية ويرسل لها رسائله الأسبوعية من سنترال العتبة، دار بيننا حوار طويل وسألنى هل تحب العمل معنا صحفيا فى جريدة الشعب؟ فأجبت بالقبول طبعا!

كان والدى صديقا للراحل الذى أحبه وأقدر ذكراه المرحوم عادل حسين ومع ذلك دخلت الشعب من ميدان العتبة وليس عن طريق الواسطة، واحتضننى طلعت رميح دون معرفة ولم يبخل فى تعليمى أصول المهنة، وعهد بى الأستاذ عادل حسين إلى المرحوم الأستاذ سيد الجبرتى أشهر محققى الأخبار لتعليمى فنون التحقيق الصحفى، ثم استعان بالأستاذ رشاد القوصى لتعليمنا فنون التصوير الصحفى أيضا.

هكذا كانت البداية فى مدرسة الشعب الصحفية، التى غادرتها بعد سنوات قليلة للعمل فى صحف عربية وأجنبية، حتى استقر بى المقام فى الأهرام، لكن فضل "الشعب" علىّ لا يمكن إنكاره، فلولا وقوف زملاء وأساتذة اعتز بهم لكنت قد مضيت فى سبيلى من سنترال العتبة إلى حيث عمل العمل بالجامعة والترقى فى السلك الأكاديمى لكننى سعيد بعملى الصحفى وهذا ليس إقلالا من شأن الجامعة أو من يعملون بها.

فى نقابة الصحفيين عدت لزملائى المضربين طلعت رميح وخالد يوسف ورضا العراقى ونجوى عبد الحميد ومايسة حافظ، وإلى جوارهم على المراتب فى بهو النقابة أحسست أنى قد عدت بالزمن إلى الوراء، فبعد أيام قليلة من عملى بالشعب بدأ الزملاء هناك إضرابا عن الطعام وحضر الأساتذة صلاح عيسى وحسين عبد الرازق وأمينة شفيق أعضاء مجلس النقابة للتحاور معنا ومعرفة مطالبهم لإنهاء الاعتصام.

والزملاء فى الشعب ضحايا لقرار إدارى صدر بإغلاق صحيفتهم فى عام 2000، ومنذ هذا التاريخ ومعظمهم فى الشارع، لا الأحكام القضائية الصادرة بإعادة الجريدة تنفذ، ولا أحد يريد الالتفات لهؤلاء الصحفيين والتعامل معهم على أنهم بشر من لحم ودم ولهم أسر وأطفال يحتاجون طعاما كل يوم.

وحين انتهت هذه المأساة مساء الأربعاء بجهد من نقيب الصحفيين استمر قرابة ستة أشهر شعرت بسعادة لم أعشها من قبل، فقد تحقق لأخوتى بعض العدل الذى افتقدوه، وآن الأوان لتعويضهم عن عقاب بدون سبب أو ذنب.

شكرا لزملائى فى الشعب الذين ضربوا أروع الأمثلة فى التحمل والصبر والدفاع عن مطالبهم المشروعة حتى تحققت.. لأنه ما ضاع حق وراؤه مطالب حتى ولو كان بعد تسع سنوات من التشريد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة