أول مقال للمفتى وأسقف لندن..

جمعة وتشارترز يدعوان لمؤتمر لحل الصراعات الدينية بالعالم

الجمعة، 11 ديسمبر 2009 07:30 م
جمعة وتشارترز يدعوان لمؤتمر لحل الصراعات الدينية بالعالم جمعة وتشارترز يدعوان لحل الصراعات الدينية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصف كل من الدكتور على جمعة مفتى مصر، والقس البريطانى ريتشارد تشارترز التصويت السويسرى حول حظر المآذن بأنه رمز لسوء الفهم الواسع بين الأديان، داعيين إلى عقد اجتماع لرجال الدين المسيحى والمسلم للتفكير فى كيفية حل الأمر.

ففى مقال تشارك فى كتابته جمعة وتشارترز نشرته صحيفة الجارديان، قالا رجلى الدين إن التصويت على حظر بناء المآذن أضر بسمعة سويسرا وألقى بظلال لا لزوم لها فى التاريخ الرائع من التسامح وكرم الضيافة والتكامل الذى هو قصة حقيقية لهذه البلاد، ومع ذلك فلا ينبغى أن ننسى أن الدستور السويسرى مازال يضمن حرية الدين والفلسفة، وأن كل الأشخاص لديهم حق اختيار الدين أو المعتقدات الفلسفية وممارسته بفردية أو مع الآخريين"، كما أنه من المهم أن نتذكر أيضا أن الحكومة السويسرية وقادة المجتمع المسيحى ومعظم وسائل الإعلام بسويسرا قد أعربوا جميعا عن اعتراضهم على هذا التعديل وعن خيبة آملهم للموافقة عليه.

ويستدرك رجلا الدين إنه بقدر ما تبدو المآذن وكيلا لشواغل أكبر كثيرا فإن التصويت نفسه يقف الآن كرمزا خطيرا بشأن تقليص حرية ممارسة الدين، وهذا قد يكون له انعكاسات فى جميع أنحاء أوروبا وخارجها، حيث تحتاج الحرية إلى التعزيز والحماية وليس التضاءل.

ويردفون أنه فى حين يمكن اعتبار التصويت كلحظة خطيرة، لكن لابد أيضا من النظر إليه على أنه فرصة، بمعنى أنه لا يكفى أن نشجب التصويت ونمرره، ولكن ما نحتاج إليه الآن هو الانخراط الجاد فى القضايا الأساسية، ولنطرح تساؤلات محورية: ما هذه القضايا؟ ما المعلومات أو التشوهات التى أدت إلى الآراء والمعتقدات التى تنطوى على التصويت؟ ما الأمر الذى يجب القيام به حول المخاوف التى برزت فى التصويت؟.

ويقولان "نكتب باعتبارنا مفتى مصر حيث يعيش المسيحيون والمسلمون جنبا إلى جنب على مر قرون عديدة وكأسقف للندن التى هى واحدة من أكبر مدن العالم وأكثرها تنوعا، وكمشاركين رئيسيين فى منتدى حوار العالم الذى يضم مجموعة متميزة تتضمن البطريرك اليونانى للقدس الكاردينال ماك كاريك والمفتى العام للبوسنة مصطفى سيريتش وكثيرا من قادة الأعمال والأكاديميين والإعلاميين، نحن نتحد للالتزام بتقديم فهم أفضل للقضايا التى تسبب توتر حتى يتسنى لنا دعم الامور العملية التى من شأنها أن تحدث تحسن حقيقى".

ويضيفا "من هذا المنطلق، نحن ندعو الحكومات وقادة الدين فى أوروبا وجميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط خاصة، للانضمام إلينا للتأثير الجاد على القضايا المثارة حاليا، ونقترح أن نفعل ذلك بمدينة سراييفو تلك المدينة التى ضربها الواقع المؤلم الصعب المتمثل فى ما يمكن أن يحدث حينما تتزايد التوترات الدينية والاجتماعية لتصل إلى صراع مفتوح"، وأردفا "نحن ندعو لجنة تحالف الحضارات بالأمم المتحدة للاشتراك معنا فى رعاية وتنظيم هذا الحدث".

وأوضح جمعة وتشارترز أن المؤتمر لن يكون عن سويسرا وإنما يشمل على نطاق موسع القضايا الموازية التى يواجهها العديد من البلدان المختلفة، وكيفية تعريف الأقليات الدينية والجاليات المهاجرة بالسبل التى تحترم احتياجاتهم واحتياجات الجاليات الأوسع من حولهم، وكيف يدار التكامل دون تهديد استيعابهم؟، هل هناك مبادئ عامة يمكن اعتمادها فيما يخص الممارسة الجيدة لدعم حرية الدين وممارسته؟ وكيف يمكن للضمير الدينى أن يجد مكانا فى مجتمعاتنا المتنوعة؟.

وسيكون هناك شجاعة من قبل الأديان لسماع انتقادات ومخاوف الآخرين، فلا يزال هناك حاجة لإيجاد السبل لتسهيل المشاركة الجادة فى ظل المخاوف القائمة، وعلى كل عقيدة أن تقاوم الإغراء بأن تتخيل فقط الأفضل عن نفسها، فى حين أنها تقارن نفسها بما تتخيله الأسوأ لدى الأخريين، ولكن البديل هو أن يعد كلا للآخر أفضل نموذج يرغب أن يراه فيه الآخريين، كما تحتاج الحكومات إلى شجاعة كبيرة مثلما لا يستطيعا تجاهل دين أو أن يتنكروا للحقوق التى تتطلبها الممارسة الحرة للدين.

ويختم جمعة وزميله تشارترز أن المآذن ليست أكثر أهمية فى الإسلام من الأبراج فى الكنائس المسيحية، ولكن مما لاشك فيه أن كلا يمثل رمزا للمعتقد، فربما يجدر بنا أن نتذكر أن الأبراج والمآذن لهم رمز عميق على الأقل، فكلاهما يشير إلى السماء ويذكرنا بأنه هناك مكانا للصلاة.

"فبينما نختلف فى المسائل الهامة فى اللاهوت ومكان الصلاة والعبادة سواء أكان معبدا أو كنيسة أو مسجدا إلا أننا نتحدث الجانب الأساسى والمشترك للتجربة الإنسانية، ألا وهى أننا جميعا كائنات روحية قادرة على الاستجابة للدعوة المقدسة وندعو الله، وعلاوة على ذلك فإن الدين الحقيقى يدعونا ليس فقط لحب الله ولكن لحب جيراننا أيضا، وهذا هو التزام عملى للغاية يشارك فيه أصحاب النيات الحسنة".

"ونحن ندعو قادة الدين والحكومات والمجتمع المدنى لمشاركتنا فى إيجاد أفضل السبل التى من شأنها أن تسمح لنا جميعا بالاعتراف باختلافاتنا لتوحيد جهود السعى السلمى لتحقيق الصالح العام".

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة