نشرت شبكة "سى إن إن" الإخبارية حوارا أجرته مع مروان البرغوثى القيادى الفلسطينى المعتقل بإسرائيل، عبر محاميه الذى أرسل له الأسئلة وقام البرغوثى بالرد عليها، حيث قال البرغوثى إنه إذا وجدت انتخابات رئاسية شرعية، وإذا تمت المصالحة الفلسطينية وإذا استطاع الفلسطينيون أن يديروا انتخابات بالضفة الغربية وغزة والقدس، سيقوم وقتها باتخاذ القرار المناسب بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية الفلسطينية، مؤكدا أنه فخور بالدعم والتأييد الشعبى بين الفلسطينيين.
وقال البرغوثى إنه بالنسبة لإسرائيل الجندى يوازى الجيش بأكمله والجيش يوازى الدولة، وإسرائيل تحتجز أكثر من 10 آلاف فلسطينى فى سجونها، فهناك جندى إسرائيلى محتجز فى مقابل عشرة آلاف فلسطينى، لذلك الطلب الطبيعى هو أن يتم المطالبة بإطلاق سراح أكبر عدد من الفلسطينيين فى مقابل شاليط، أى أن الصفقة التى تطالب إطلاق سراح ألف فلسطينى تعنى إطلاق سراح 100% من الإسرائيليين فى مقابل 10 من الفلسطينيين المحتجزين.
ونفى البرغوثى تماما قيام المسئولين الإسرائيليين بزيارته فى السجن، ولكنه تلقى زيارات من عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلى، وقال إن "المحادثات معهم تدور حول التطورات فى الوضع بالقضية الفلسطينية وممارسات الاحتلال الإسرائيلى، وقد استمعوا لوجهة نظرى التى أوضحت فيها أن أول يوم للسلام بين إسرائيل وفلسطين هو آخر يوم فى حياة الاحتلال"، مشيراً إلى أنه يأمل إطلاق سراحه خلال صفقة تبادل الأسرى الحالية التى تتفاوض بشأنها حماس.
وبشأن تشبيهه بالزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا قال إنه يتمنى أن يكون قادرا على المشاركة فى تحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطينى، مضيفا أن مانديلا نجح لأنه وجد شريكا مثل دى كليرك، ولكن لا يوجد فى إسرائيل رئيس مثل دى جول الذى أنهى الاحتلال الفرنسى للجزائر، ولا دى كليرك الذى أنهى نظام التمييز العنصرى.
وبسؤاله حول ما إذا كان قد تغيرت آرائه السياسية بعد تلك المدة التى قضاها فى السجن، قال إنه رغم كون السجن مكانا قاسيا، ولكن آرائه السياسية لم تتغير، مؤكدا على أنه يؤمن بـ"حل الدولتين" وأن الحل الرئيسى للسلام يكمن فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى والانسحاب لحدود 1967.
وحول ما الانتقادات التى وجهها للحكومة الفلسطينية بالفساد وما إذا كان يرى أن الوضع يحتاج إلى قيادة فلسطينية شابة مثله، قال إن "السلطة الفلسطينية قطعت طريقا طويلا فى محاربة الفساد والإصلاحات، ولكن هذا ليس كافيا"، مشيرا إلى أنه أمر مؤسف أنه لم يتم معاقبة أى من المسئولون الفاسدون حتى الآن، مضيفا "نحن فى حاجة إلى إعادة وضع نظام عادل وشفاف ومستقل، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان وتقوية الحريات الفردية، وحرية الصحافة، وتعزيز التعددية السياسية.
كما أثير تساؤل حول مساهمته فى حل الصراع بين فتح وحماس، فقال إنه استطاع مع العديد من المعتقلين أن يكتبوا مسودة وثيقة للمعتقلين أصبحت الآن هى إطار العمل لوثيقة الوحدة الوطنية التى وقع عليها الأحزاب الفلسطينية الـ13، مشيرا إلى أن الصراع سيحل بالرجوع إلى تلك الوثيقة ومن خلال توقيع كافة الأحزاب الفلسطينية على وثيقة المصالحة الوطنية التى أعدتها مصر، ومن خلال تنظيم انتخابات رئاسية شرعية، وتكوين حكومة وفاق وطنية، وإنهاء الخلافات الداخلية.
وأوضح أن ما يعنيه بحل الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى من خلال "المقاومة والتفاوض" وأى نوع من المقاومة يقصد، أن الحركات التى تدعو للحرية تفاوضت و"قاومت" وأن ما يعنيه بالمقاومة هى تلك الشرعية والمسموح بها فى إطار القانون الدولى.
لنفى لقائه بمسئولين إسرائيليين..
البرغوثى يربط ترشيحه لرئاسة فلسطين بتحقيق المصالحة
الجمعة، 11 ديسمبر 2009 08:02 م