فى الماضى القريب عندما كنا أطفالا وعقولنا الصغيرة تتشكل وتمتص القيم والمبادئ والأخلاق، كان هناك سؤال برىء يناقشه الكبار مع الأطفال محاولين تحديد ميولهم العلمية وتقييم مهاراتهم الإبداعية" نفسك تشتغل إيه لما تكبر؟" وكانت تتباين إجابات وميول تلك العقول، ولكنها دائمة كانت مقترنة بأسباب وجيهة بالنسبة لهذا السن فى اختيار مهنته المستقبلية، فمثلا هناك من يختار أن يكون ضابط شرطة ووجهة نظرة فى ذلك السن كانت تتلخص فى حماية الضعيف وفرض الأمن وتطبيق القانون، ومن يختار أن يكون مهندسا يشيد المبانى، أو طبيبا وكان منطقه هو مساعدة الناس على التخلص من آلامهم ومنحهم حياة أفضل بلا أمراض.
ورسمت صورة فى مخيلة الأطفال عن الطبيب بأنه كامل الخلق، عاقل، رزين، واعتبار كونه وسيلة من وسائل الله فى شفاء المرضى، وتمر الأيام ويصدم الطفل عندما يجد الأطباء يحيدون عن هذا الهدف النبيل ويتجهون إلى الاختلاف فيما بينهم، واستخدامهم لبعض التشبيهات والأفعال التى تتنافى مع الصورة المرسومة.
ومع الأسف يتبادلون الاتهامات فيما بينهم على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد دون الالتفات إلى جوهر عمل كل منهم، فتتهم فئة منهم بانتحال صفة الطبيب والاحتيال على المرضى وتقديم الخدمات العلاجية.
ما أتحدث عنه هو الخلاف القائم بين كل من نقابتى الأطباء ونقابة العلاج الطبيعى حيث يتهم نقيب الأطباء خريجى كلية العلاج الطبيعى بانتحال صفة الطبيب ومطالبته بإلغاء كليات العلاج الطبيعى التى تعتبر من كليات المجموعة الطبية وطلبتها حاصلين على أعلى المجاميع فى الثانوية العامة، ويدرسون المواد الطبية بالشكل الكافى لتقديم الخدمة العلاجية لمن يحتاجها متمسكين بالصورة التى رسمتها أذهانهم.
ولكن سيدى نقيب الأطباء.. إذا كان الطبيب هو من يستخدم الإهانات والاتهامات بحجة مصلحة المريض ويتباهى بها على صفحات الجرائد والفضائيات، فليست تلك الصورة التى رسمتها طفلا للطبيب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة