«بقى لى 40 سنة مراكبى فى النيل، مراكبى ابن مراكبى، وعمرى ما شفت النيل كده، معادش فيه سمك، ومعادش فيه بركة»، هذه هى الكلمات التى فضل عم فوزى محمد (50 سنة) أن يبدأ بها حكاية حكايته عن عيشته فى مركبه فى النيل هو وأسرته المكونة من زوجته وأبنائه الستة، يقول: «طول عمرى باسمى باسم الله وأرمى الشبك ويطلع مليان دلوقت مفيش، مفيش حاجة خالص، قلت أجيب صنارة جنب الشبك برضه مفيش فايدة، الصنار خاماته بقت رديئة والصنارة مبتكملش، واتهريت شراء، أما السمك فهربان طول الوقت والدم بيهرب من عروقى كل لما أحس إنى مش قادر أوفر قوت ولادى، اتجهت لبيع سمك المزارع ويوم ما أقول فيه فلوس بيبقى 30 جنيه فى اليوم، ويوم فيه وعشرة لأ».
يحكى عم فوزى عن أسرته فيقول: «طبعا، إحنا هنا كلنا فى البحر، الرب واحد والمصير واحد، وداد بنتى مهمتها المقداف، ويوم ما ربنا يرزق بأعطى مراتى الكام سمكة تروح تبيعهم وأنا أكمل صيد، أما ولادى الصبيان فبيغطسوا مع الشبك، إحنا من أول ما بنقوم من النوم لحد ما ننام بنتشغل، ولا بنشوف تليفزيون ولابنقرا جرايد ولا نعرف حاجة عن الدنيا، كل اللى نعرفه إن البلد كلها تعبانة مش إحنا بس، والحكومة نسيانا وكفاية علينا الستر».
وعن آماله يقول أبو وداد: «نفسى يبقى فيه حد أنا وولادى نهمه، ونفسى يبقى فيه نقابة للصيادين ولا أى جهة نروح لها لأننا مش عارفين نروح لمين، ولما نروح ح يعمل لنا إيه، لما ولادى بيمرضوا معندناش غير الأسبرينة وكوباية الشاى».
تركنا عم فوزى وهو يتناول آخر رشفة فى كوب الشاى الذى كان يشربه ثم يغسله من ماء النيل، سألناه: مش خايف من أنفلونزا الخنازير يا عم فوزى، فرد: «إحنا بالذات ربنا بيحمينا».