عمرو عبد الرحمن.. يكتب: نعال الإسرائيليين.. وكرامة العرب

الخميس، 10 ديسمبر 2009 02:20 م
عمرو عبد الرحمن.. يكتب: نعال الإسرائيليين.. وكرامة العرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل ما فعله الإسرائيليون عبر تاريخهم لا يمثل مثقال ذرة مما قاموا به منذ أيام، ففى إحدى المرات وأنا أقلب فى صفحات اليوتيوب إذ شاهدت مقطع فيديو يصور مرور شاب إسرائيلى بسيارته على جثمان شاب فلسطينى أكثر من مرة، وسط فرحة عارمة من المستوطنين حوله بنهر الدم الذى يتدفق، وآهات تدوى أرجاء المكان.

لم أستطع أن أكمل هذا المقطع من شدة فظاعته، فقلت فى نفسى فليذهب السلام الذى ينادى به العرب إلى الجحيم، فنحن فى الأساس نتحدث عن استسلام لا سلام.

قلت فى نفسى ستخرج تصريحات الإدانة كالعادة على الأقل، وانتظرت خروجها لكنها لم تخرج، لكن عدت وقلت ما الجديد الذى سيحدث إذا أعلنت بالتأكيد... لا شىء، بل ربما لو خرجت لأدانت هذا الشاب الفلسطينى، نظرا لأنه مر على أرض يقطنها الإسرائيليون، فبخروجه أزعجهم.


وتساءلت لِمَ لم تخرج المسيرات الغاضبة لهذا الشاب، وأين الأعداد الغفيرة التى نادت بقطع العلاقات المصرية الجزائرية، بسبب قطعة جلد بداخلها هواء، أدركت الرد ساعتها من هذه الجوع وكأنهم يقولون لى ماذا سيحدث إذا نقص من المليار مسلم واحد، أيقنت أننا فى التفاهة نعشق، فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم.


إن دهس الشاب الإسرائيلى للفلسطينى الأعزل هى رسالة مفادها، أن أيها العرب ستدهسون يوما ما بنعال الإسرائيليين، لا بل بأى شىء أحقر من النعال، فنعالهم أرقى من أن تدنس بدم عربى.


وأكثر ما ساءنى عندما أدلى والد الشاب "وسيم" بتصريحات ولا أحد مجيب، ونصها "سأطالب بحقى من المحاكم الإسرائيلية أو محكمة أخرى".

فلعلك لاحظت ـ قارئى العزيز – أنه لم يذكر أنه سيلجأ إلى "العرب" ليأخذ بحق ابنه، ألا تدرى لماذا، بالتأكيد ستكون الإجابة إجابتين وكلاهما صحيح، فالأولى أنه نسى أن هناك أمة تدعى "عرب"، والثانية أنه خجل أن ينطق بها مخافة أن يعير أنه واحد منهم.


فها أنا أنعيه على فقيدين الأول ابنه وفلذة كبدة وهو فى الجنة، والثانى الأمة العربية ولست أدرى أهى فى الجنة أم فى....


يا قدس يا سيدتى معذرة فليس لى يدان

وليس لى أسلحة وليس لى ميدان

كل الذى أملكه لسان

والنطق يا سيدتى أسعاره باهظة والموت بالمجان

"شعر لأحمد مطر"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة