عائلة الملك فاروق لا تجمعها سوى الجنازات

الخميس، 10 ديسمبر 2009 08:27 م
عائلة الملك فاروق لا تجمعها سوى الجنازات الملك أحمد فؤاد والأميرة ياسمين وسط حضور شاركتهم الجنازة
محمد ثروت ومنال العيسوى ونهى محمود - تصوير- سامى وهيب ومحمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«هذه ليست مناسبة عزاء فى الأميرة الراحلة فريال، بل واجب مقدس على أحفاد أسرة محمد على لإحياء أمجاد عائلة، أراد البعض مسحها من ذاكرة المصريين». هكذا تحدثت الأميرة نيفين ابنة النبيل عباس حليم، أبرز أفراد أسرة محمد على الذين حرصوا على حضور جنازة الأميرة فريال الابنة الكبرى للملك فاروق، والتى تحولت إلى مناسبة لتذكير المصريين بأسرة أصبحت فى عداد التاريخ، وأفرادها لا يعرفون شيئا عن مصر سوى قلعة جدهم محمد على باشا، فى حين أنهم لا يجيدون التحدث باللغة العربية، ولغتهم الأساسية التركية والفرنسية بالإضافة إلى الإنجليزية، وقد قامت إحدى سيدات الأسرة المالكة بتعنيف منظمى الجنازة ،لأنهم سمحوا للصحفيين والإعلاميين وبعض المواطنين بالحضور، وقالت فى لغة عربية متكسرة: طلبت من مجلس الوزراء جعلها جنازة مغلقة، فلماذا سمحتم لهم بالحضور؟، وهو الأمر الذى جعل شرطة السياحة ومسئولى الأمن فى جامع الرفاعى، يطلبون من الإعلاميين الابتعاد عن أفراد الأسرة المالكة، وعدم الاقتراب منهم، وهو الأمر نفسه الذى تكرر فى عمل عزاء مغلق فى أحد فنادق القاهرة، لم يحضره سوى عائلات ارستقراطية مثل الأباظية وبدراوى وعاشور وسراج الدين وفهمى وماهر وكورخان.

وقالت الأميرة نيفين عباس حليم لـ«اليوم السابع»: إنها متأثرة جدا برحيل سيدة أميرات الأسرة المعروفة بطيبتها وحنانها، وأضافت: جمعت ذكرياتى معها فى كتاب، سيصدر قريبا عن الوجه الآخر للعائلة المالكة، بعيدا عن السياسة، سوف تتم مناقشته الاثنين القادم 14 ديسمبر بأحد الفنادق الكبرى فى القاهرة.

وقال الملك السابق أحمد فؤاد الثانى لـ«اليوم السابع»: «لم تكن فريال مجرد أخت لى، هى أمى التى عاشت من أجلى، لا أعرف كيف ستكون حياتى بعدها».

الدكتور ماجد فرج، أحد مؤرخى العائلة المالكة، قال إن بقايا الأسرة الملكية منتشرة بين أمريكا وأستراليا وأوروبا، وأغلبهم يفضلون الإقامة فى باريس، وفرع باريس هو فرع طوسون، وهو الفرع الأقوى والأغنى والأكثر علما بينهم، وهم مهتمون بالفنون والآداب، وأما الموجودون بسويسرا فهم فرع الملك أحمد فؤاد الثانى، الأميرات من زوجته السابقة فضيلة، وهم فوزية وفخر الدين ومحمد على أحفاد الملك فاروق.

وحول من تبقى من فرع الملك فاروق من العائلة المالكة، أوضح فرج أنه بوفاة الأميرة فريال لم يتبق من فرع النسل الملكى للملك فاروق سوى اثنين فقط، هما أحمد فؤاد الثانى الذى يقيم بلوزان بسويسرا، والإمبراطورة السابقة فوزية زوجة شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى، والتى فرضت على نفسها عزلة اختيارية، ولا تغادر منزلها بسموحة فى الإسكندرية، ولم تسمح بإجراء أية مقابلات معها، وكذلك ياسمين ابنة الأميرة فريال التى تعيش فى مصر، ومتزوجة من رجل الأعمال على شعراوى حفيد شعراوى باشا، رفيق سعد زغلول وجدته هدى شعراوى.

وعن المكان الذى دفنت فيه الأميرة فريال ،أشار فرج إلى أنها دفنت بجوار أختها الصغرى فادية التى توفيت عام 2003، وبالقرب من الأميرة فوزية أختها التى توفيت عام 2005، فالقبر به ثلاث غرف، وبوفاة الأميرة فريال لم يتبق من بنات الملك فاروق أحد، ويبقى الملك فؤاد الثانى فقط. صفية محمود فهمى النقراشى رفيقة طفولة الأميرة فريال تقول: كنت على اتصال دائم بها وقد كانت الأميرة فريال تحب مصر كثيرا، وتمنت لو عاشت بها طوال عمرها، لذا فهى اعتادت زيارة مصر بشكل دورى برغم المصاعب التى واجهتها هنا.. ورغم ما كانت تعانيه عند سماعها أكاذيب عن عائلتها، فإنها لم تفكر فى كتابة كتاب أو حتى مقال تدافع فيه عن عائلتها، وتظهر الحقيقة فكم كانت امرأة متسامحة، لكن ما يغضبها ويضايقها ما حدث لشقيقها أحمد فؤاد من انفصال ومتاعب على يد زوجته السابقة فضيلة.

وتضيف صفية: كنا نحضر لزيارتها فى سويسرا مع زوجى شامل أباظة، وكانت تحب الحياة ومقبلة عليها رغم مرضها، وكانت توصى برعاية أحمد فؤاد، وقد حزنت لما فعلته طليقته فضيلة به.

لكن سيف الدين شاهين ابن الأميرة نعمت يعترف: بأنه لا يوجد أى تجمع عائلى دورى أو غير دورى سوى فى مثل هذه المناسبات، إلا أن الأمير عباس حلمى الثالث قام بتدشين جمعية هو رئيسها للحفاظ على تراث العائلة المالكة وليس أفراد العائلة باسم جمعية قصر محمد على توفيق بالمنيل، ويؤكد شاهين لـ«اليوم السابع» أن العائلة المالكة رفضت مقاضاة الحكومة المصرية لاسترداد قصورهم، وعبر عن استيائه ممن يتحدثون باسم العائلة ولا ينتمون إليها بأية صلة.

عباس مراد، أحد أقارب الأسرة المالكة، علم بخبر وفاة الأميرة فريال من الصحف وليس من العائلة المالكة، لعدم وجود تواصل بينهم، حيث قال: «مثل هذه المناسبات هى التى تجمعنا كأفراد العائلة المالكة، فالزيارات واللقاءات لا مكان لها بيننا على الإطلاق، ربما كان حال الود أيام حكم العائلة لمصر، أفضل من ذلك بكثير».

د.سعيد ذو الفقار ابن كبير أمناء السرايا فى عهد الملك فاروق ذو الفقار باشا الذى قال: «لقد تعرفت على الأميرة فريال منذ الثمانينيات عندما اكتشفت أنها جارتى فى مسكنى الكائن بجنيف فى سويسرا، ومن حينها اعتدت مقابلتها هى وأخيها الملك أحمد فؤاد الثانى بمنزل السفير المصرى فى سويسرا».

وأضاف ذو الفقار: «الأمر الذى أحزن الأميرة الراحلة، هو تلقيها أموالا سعودية من قبل بعض الأمراء لعلاجها فى مقابل التجاهل المصرى الرسمى لمرضها العضال، المتمثل فى سرطان المعدة».

واستطرد ذو الفقار قائلا: «انفصال العائلة المالكة عن بعضها البعض جعل من الصعب على شباب العائلة، الرغبة فى التعرف على تاريخ أسرهم، لم يتبق أمامهم سوى الكتب والتدوين عن أنفسهم كوسيلة لذلك إلى الدرجة التى حدت بهم إلى أنهم ينتظرون حادثا مثل هذا للتجمع واللقاء».

وانتقد سعيد ذو الفقار مؤرخ عائلة الملك فاروق غياب الكثيرين من فروع العائلة المالكة، مضيفا، غاب الأمير عباس حلمى ابن الأمير محمد عبدالمنعم لسفره إلى صقلية، وغاب الأمير حسين عمر طوسون لوجوده فى باريس، وغاب لأول مرة أكرم النقيب المحامى الأخ غير الشقيق للملك أحمد فؤاد من الملكة ناريمان.

وأوضح ذوالفقار أن الأميرة فريال غضبت من الحكومة المصرية لأنها تجاهلت طلبها العلاج على نفقة الدولة، فى حضور السفير المصرى بسويسرا فى منزله، فى حين عرض أحد الأمراء السعوديين علاجها على نفقته الخاصة فرفضت.

وقد ذهب ذو الفقار إلى أن الإعلام قدم صورة مشوهة لأفراد العائلة المالكة على أنهم هربوا بأموال مصر، ولكنهم فى الحقيقة يعملون فى مهن مختلفة فى مصر أو فى المنفى دون مساعدة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة