شعبة المخابز ترفض خلط الذرة بالقمح لإنتاج الخبز.. وغموض فى وزارة "التضامن" حول مصير الرغيف فى الفترة المقبلة.. وغرفة الحبوب تتهم "الزراعة" بتدمير الأمن الغذائى بسبب عدم تحديد سعر المحاصيل حتى الآن

فى الوقت الذى يؤكد فيه الكثير من أصحاب المخابز رفضهم خلط القمح بالذرة لإنتاج الخبز البلدى المدعم فى حالة استعانة الوزارة بمحصول الذرة فى الفترة المقبلة، نظرا لعدم جودة الخبز، وهو ما لم تعلن عنه وزارة التضامن الاجتماعى حتى الآن، حيث يتم إنتاج الخبز حاليا بالقمح فقط، طالبت غرفة الحبوب باتحاد الصناعات وزارة الزراعة بضرورة الإعلان عن سعر القمح والذرة حفاظا على مصالح التجار والمزارعين.

قال عطية عيد حماد النائب الأول لرئيس الشعبة العامة للمخابز لليوم السابع إن خلط القمح بالذرة يؤدى إلى إنتاج خبز غير جيد، خاصة فى حالة زيادة نسبة الذرة عن 10 % من القمح المستخدم، فضلا عن عدم التزام أصحاب المطاحن بنسبة الخلط مما يؤدى إلى تدهور إنتاج الخبز.

أشار عطية إلى أن حالة الخبز أصبحت جيدة فى ظل إنتاج الخبز بالقمح فقط دون الاعتماد على الذرة، وأن أصحاب المخابز يرفضون تماما عملية الخلط، وذلك حرصا على إنتاج رغيف جيد مطابق للمواصفات القياسية.

"جميع دول العالم تستخدم محصول الذرة علف للمواشى باستثناء حكومتنا فى مصر" بهذه الكلمات أعرب درويش عبد العال رئيس شعبة مخابز الإسكندرية عن رفضه التام فى خلط محصول الذرة بالقمح، نظرا للمشاكل التى يتعرض لها أصحاب المخابز من وراء ذلك، وهو ما حدث فى الموسم الماضى مثل تحرير الكثير من المخالفات من جانب مفتشى التموين بحجة عدم مطابقة الخبز للمواصفات القياسية، فضلا عن المشاجرات التى تحدث بصورة مستمرة مع المواطنين وعدم إقبالهم على الشراء نتيجة عدم جودة الإنتاج بسبب خلط القمح بالذرة.

وكان مصدر مسئول بوزارة التضامن الاجتماعى قد أكد لليوم السابع، أن لجنة الزراعة بمجلس الشعب تبحث حاليا تحديد أسعار محصولى القمح والذرة، لافتا إلى أن الوزارة تدرس إنتاج الخبز البلدى فى الفترة المقبلة بمحصول القمح دون الاعتماد على الذرة، وذلك لرفع جودة إنتاج الرغيف، إلا أنه حتى الآن لم يحدد الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى عما إذا كانت الوزارة ستستعين بمحصول الذرة فى الفترة المقبلة فى إنتاج الخبز أم لا.

فى حين أكد على شرف رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات أن عدم إعلان الحكومة والممثلة فى وزارة الزراعة عن تحديد سعر محصول القمح والذرة يهدد أهم المحاصيل الاستراتيجية التى يعتمد عليها المواطن بصفة أساسية هى القمح والذرة، مما يجعل عدم إقبال المزارعين على زراعة المحاصيل الهامة بسبب عدم دعم الحكومة لهم، الأمر الذى يهدد الأمن الغذائى داخل البلاد، قائلا: من لا يملك قوت يومه لا يملك حريته، واصفا سياسة الحكومة بالسياسة المحدودة التى لا تنظر إلى الأمام بسبب عدم تحديدها الأسعار قبل بداية موسم الزراعة لتحفيز المزارعون على زراعة المحاصيل التى مازلنا نستوردها من الخارج بكميات كبيرة.

وانتقد رئيس الغرفة المهندس أمين أباظة وزير الزراعة بسبب عدم اهتمامه بمشاكل الفلاح حتى أصبح محصول الذرة خاص للمواشى دون الاعتماد عليه فى صناعة الخبز المدعم لسد الفجوة فى العجز فى القمح المحلى، حيث نقوم باستيراد ما يقرب من 7 ملايين طن قمح و2 طن ذرة سنويا من الخارج، بالإضافة إلى تجاهل الحكومة الفلاح فى حالة انخفاض أسعار المحاصيل عالميا.