احتفلت جمعية الشرق الأوسط للسلام وحقوق الإنسان بالتعاون مع كلية الإعلام بجامعة القاهرة اليوم، الخميس 10 ديسمبر، بالذكرى الحادية والستين للإعلان العالم لحقوق الإنسان، وذلك فى إطار المؤتمر الموسع، الذى عقدته الكلية تحت عنوان دور الإعلام والمجتمع المدنى فى نشر ثقافة حقوق الإنسان.
ركز ضيوف المؤتمر على قضية رفض التمييز، حيث أشار فتحى الدبابى مدير مركز إعلام الأمم المتحدة، إلى أن احتفالية هذا العام جاءت تحت شعار "قبول التنوع ومقاومة التميز"، مشيراً إلى أنه بعد 61 عاماً من توقيع إعلان حقوق الإنسان ما زالت كل دول العالم بلا استثناء تعانى بشكل أو أكثر من أشكال التمييز، وهو ما أرجعه الدبابى إلى أفق ضيق حاد تعيشه شعوب العالم وقصور فى وعى وثقافة حقوق الإنسان وليس فى المواثيق أو الاتفاقيات.
كما أشار الدبابى، مستعرضاً على شاشة العرض لرسالة الأمم المتحدة فى احتفاليتها بذكرى الإعلان، إلى أن التمييز يستهدف الأفراد المستضعفين مثل النساء والمعاقين، مؤكداً أن المرأة التى تعمل ثلثى إجمالى ساعات العمل فى العالم، والمسئولة عن إنتاج نصف غذاء العالم، حسب الأمم المتحدة، لا تحصل إلا على 10% فقط من إجمالى معدلات الدخل فى العالم، وهو ما يعد صورة صارخة للتميز، هذا بالإضافة إلى إهمال حقوق المعاقين والتى أشار الدبابى إلى أن العالم التفت إليهم مؤخراً وأقر لهم أحدث اتفاقية تدعم حقوق المعاقين.
ولفت الدبابى أيضاً، فى كلمته، إلى حقوق الشعوب الأصلية مثل الهنود الحمر والذين يشكلون 5% من إجمالى سكان العالم ويمثلون 15% من السكان الأفقر فى العالم.
إشارة الدبابى لحقوق الشعوب الأصلية دفعت محمد خالد، المستشار الثقافى للسفارة الفلسطينية، إلى التأكيد على ما وصفه بتجاهل الأمم المتحدة للشعب الفلسطينى باعتباره الشعب الأصلى لفلسطين، موضحاً أن عرب 48 السكان الأصليون لفلسطين مازالوا يعانون كل صنوف الانتهاك والتمييز، وهو مليون و300 ألف إنسان جديرى باهتمام منظمة الأمم المتحدة.
هذا وأعلن محمد خالد، فى كلمته بالنيابة عن السفير الفلسطينى، أن العالم اليوم يحتفل بـ61 عاماً على إعلان حقوق الإنسان وفلسطين أيضا تتذكر أن لها 61 عاماً تحت وطأة الاحتلال والانتهاك لكل الحقوق التى أقرها الإعلان بما فيها الحق فى الحياة، هذا وقد أدان المستشار فى كلمته إلى التقاعس الدولى من كل منظمات المجتمع الدولى متهماً إياها بالتراخى والمحاباة لصالح كيان دولى نشأ بالأساس بقرار دولى فكان بالأحرى أن يحترم مواثيق ذلك المجتمع الدولى الذى منحه شرعيته المزعومة.
كما أكد خالد على تجاهل المجتمع الدولى لتصريحات ايفا توبك مستشارة المفوضية العليا بفلسطين، وكذلك تقرير جولدستون ومن قبله قرارات المحكمة الدولية هو نموذج فز للتميز العنصرى الذى تتدعى منظمات حقوق الإنسان أنها تحاربه، وفى ختام كلمته أكد المستشار النائب عن السفارة أن مطالب الشعب الفلسطينى بسيطة وفطرية جداً فقط هى احترام حقوق الإنسان التى نحتفل فى فلسطين بـ 61 عاماً على انتهاكها.
وحاول الحضور الانتقال من الشأن العام والدولى الى الشأن المحلى، وذلك من خلال عدد من المداخلات التى تناولت حوادث فرشوط الأخيرة وكذلك قضايا منع المنتقبات من دخول الجامعة، أو تجاهل دولة الأزهر لما اعتبره البعض تمييز ضد الإسلام فى دول أوروبية منها سويسرا والدانمارك، وفى هذا السياق أشار القس ميخائيل جرجس، الذى حضر نيابة عن الأنبا بيسنتى الذى اعتذر عن الحضور، إلى أن الدين أقوى من مأذنة أو نقاب أو أحداث فردية استثنائية، فهو حياة وقيم مشتركة إيمانية داخلية لا علاقة لها بالمظهر الخارجى وكذلك رأت الدكتورة نجوى كامل، وكيل كلية الإعلام لشئون البيئة والمجتمع، أن مثل هذه الأحداث من شأنها الإلهاء عن قضايا أكثر منها أهمية منتقدة هذا الاهتمام الإعلامى المبالغ فيه بقضية النقاب أو المآذن أو الرسوم وغيرها وانصرافها عن قضايا داخلية اكثر اهمية وخطورة وتأثير ، داعية طلاب الكلية والاعلاميين من الحضور إلى التحرر من هذة الأجندة المعطلة للتنمية والمساهمة بوعى فى تشكيل أولويات ووعى هذا المجتمع.
وعن دور الإعلام الواعى فى هذا الصدد، أشار الكاتب الصحفى عماد حجاب نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، إلى أن العمل الإعلامى فى مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدنى يواجه عدداً من الإشكاليات، إلا أنه يحظى بطفرة قوية ولاسيما فى الصحف المستقلة والحزبية، مشيراً إلى أن انضمام مصر إلى عضوية المجلس الدولى لحقوق الانسان وتقديم خطتها وتعهدتها فى فبراير القادم أمام المجلس دليل واضح على نجاح الإعلام والمجتمع المدنى فى فرض ثقافة حقوق الإنسان على الحكومة والنظام.
فى احتفالية الإعلان العالمى لحقوق الإنسان..
خبراء ينتقدون الاهتمام الإعلامى بحظر المآذن والنقاب
الخميس، 10 ديسمبر 2009 09:20 م
انتقادات للإعلام بسبب قضية حظر المآذن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة