◄ أهمها رفض الاندماج فى المجتمعات الغربية.. عدم احترام خصوصيات الآخرين.. التركيز على القضايا الفرعية.. معاداة الدولة المدنية
المشكلة ليست فى منع بناء المآذن فى سويسرا، ولا منع الحجاب فى فرنسا، ولا رسوم مسيئة فى الدنمارك، ولا تصريح للبابا فى الفاتيكان، ولا أغنية لفريق كرة فى ألمانيا يتعرض فيها لشخص النبى، ولا قتل سيدة مسلمة كانت عنواناً للتسامح والمحبة واحترام القانون. لكن المشكلة الأساسية تكمن فى حالة الكره المتبادل الذى أصبح لغة رسمية يتفاهم بها العرب والمسلمون مع الأوروبيين والأمريكيين، حالة التربص التى أصبحت سائدة بين الشرق والغرب، حاولنا أن نتساءل ما الذى جعل شعبا لا يكن لنا عداء ظاهراً يصوت ضد بناء مئذنة، بنسبة تعدت النصف بقليل، وهذه النسبة اعتبرها البعض مبشرة، لأن معناها أن 43 % من جموع المصوتين قالوا للتعصب المضاد «لا»، ومن أجل هؤلاء الـ 43 % الذين قالوا لا لحظر المآذن أملاً فى أن يزدادوا، حاولنا أن نرصد تصرفاتنا التى يعتبرها الغرب معادية، أو مثيرة للعداء، خاصة أن المجتمع الغربى يجد فى تاريخه ما يساعده على تذكر العداء مع العرب والمسلمين وتجديده. وقد استعنا فى هذا الرصد بشهادات من بعض العرب المستنيرين الذين عاشوا فى الغرب ورأوا ما يفعله المسلمون، وبعض التقارير والإحصائيات والمقالات التى كتبها باحثون أوروبيون أو عرب، لنعرف أشهر الأخطاء التى يرتكبها المسلمون وتثير غضب الآخر الأوروبى.
فهم المسلمين الضيق للدين الإسلامى وإبراز هذا الفهم على أنه الدين الحق
معظم الشباب الذين يسافرون لأوروبايأتون من القرى والبلدان الفقيرة ولأنهم لم ينالوا حظهم الوافر من التعليم، ونشأتهم فى الغالب تكون وسط أجواء تعصبية، فما إن يستتب لهم الأمر حتى يرتد إلى التعصب الدينى والأخلاقى فى أعنف صوره بدافع من الإحساس بالأقلية، ولضيق أفقهم الدينى، لذلك فإن معظم المهاجرين المسلمين فى أوروبا عمال بسطاء من تركيا وفهمهم للإسلام فهم عرقى، وهم يعطون انطباعا عن الإسلام أنه دين بدوى وبدائى، مصدرين مفهومهم هم الضيق للإسلام على اعتبار أنه هو الإسلام؟.
الانعزال فى تجمعات سكنية لا يسكنها سوى المهاجرين
يميل الكثيرون من المهاجرين العرب والمسلمين على الانطواء على ذاتهم والسكن فى أماكن منعزلة عن المجتمع الأوروبى، وبالتالى يشعر الغربيون أن المسلمين فى غناء عنهم كما يشعرون أن المسلمين لم يأتوا ليعيشوا ويعمروا البلدان التى هاجروا إليها، بل أتوا ليمتصوا خيراتها والفرار بها أو استخدامها فيما يضرهم مثلما وقع فى 11 سبتمبر وهذا الاستغناء عن المجتمعات الأوروبية وعدم الاختلاط بها يزيد من خوف الغربيين، وما زاد من خوفهم اضطرابهم أن هناك أحياء بكاملها مغلقة على المسلمين، وأماكن متفرقة لا يتكلم سكانها سوى اللغة التركية مثل حى استانبول ببرلين وحى ويملبى بلندن الذى يطلق عليه الإنجليز لندن استان، مستدعين بذلك لفظة ارتبطت بشعوب آسيا التى صدرت إليهم الإرهاب مثل أفغانستان، بالإضافة الى انتشار العنف والجريمة وتجارة المخدرات فى هذه الأحياء، وهناك حى فى كوبنهاجن اسمه نور برو معظم سكانه من العرب والأتراك ينصح البوليس بعدم زيارته لما يحدث فيه من عنف وتجارة مخدرات.
عدم تعلم لغة البلد المضيف
كنتيجة طبيعية لحالة الانغلاق على الذات أصبح فى أوروبا جيل جديد من المسلمين أبناء المهاجرين السابقين لا يتعلمون لغة البلد التى ينتمون إليه ويحملون جنسيته، وهذا يترتب على هذا عدم إتمام الكثير من المسلمين دارستهم، وبالتالى لا يستطيعون الدخول إلى سوق العمل الكريم، لأن العمل فى أوروبا حتى فى الأعمال اليدوية البسيطة يتطلب درجة من التعليم لا يصل إليها العرب ولا المسلمون، ونتيجة هذا الوضع الاجتماعى المزرى يتجه المسلمون المغتربون إلى المزيد من العنف والمزيد من الانغلاق على الذات والمزيد من اتباع التيارات الأصولية المتشددة، أو اللجوء إلى الجريمة وتشكيل عصابات الشوارع احتراف تجارة المخدرات، وكل هذا يعمق شعور الغربيين بأن المسلمين لا يحبون الحياة ولا ينغمسون فيها كما يعمق شعورهم بأن الإسلام مرادفا للعنف والكراهية.
عدم استجابة المسلمين لمتغيرات سوق العمل الأوروبية
كانت أوروبا فى الماضى تحتاج إلى عمالة مغتربة كثيفة، لاستخدامها فى الأعمال اليدوية التى تتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، ونظراً لعدم قبول الأوربيون بهذه الأعمال كان سوق العمل تستجلب الكثير من المغتربين من البلدان النامية ومنها الإسلامية، ونتيجة للطفرة التكنولوجية التى عايشها المجتمع الأوروبى قلت نسبة احتياج الأوروبيين لهذه النوعية من العمالة، ومالت أكثر لاستخدام العمالة الفنية المدربة، ونتيجة لهذا التطور فى العمالة، ونتيجة لعدم قابلية الكثير من المسلمين للتطور والتعليم ازدادت نسبة البطالة بين المسلمين وفى إحصائيات الغرب لأعداد البطالة اتضح أن أعلى نسبة بطالة بين المهاجرين وأعلى نسبة بطالة بين المهاجرين تكون بين المسلمين، ونتيجة لهذه النسبة أصبح الكثيرمن المسلمين يشكلون عبئاً على الناتج القومى الأوروبى، كما أصبحوا من وجهة نظر الغربيين «عالة».
غياب المثل الأعلى
يعيش المسلمون فى أوروبا حالة من عدم الاتزان، وذلك نتيجة حالة الفصام التى يعيشونها، بين تقاليد شرقية وواقع غربى، وبدافع من هذا الفصام، لا يرون أنفسهم كبشر أسوياء بل كمنبوذين، ونتيجة لهذا النبذ الذى ساهموا فيه بقدر ما ساهم المجتمع الغربى، يفتقدون المثل الأعلى والقدوة، ويصبح مثلهم الأعلى من يملك المال والسلطة والسطوة، وفى هذه الأحياء المنغلقة يصبح «الفتوة» وقاطع الطريق وتاجر المخدرات، هو من يملك هذه القوة، ولذلك تنصرف أذهان الكثيرين للتفكير فى تحقيق ثراء سريع دون تعب، وبالتالى يصبح الخارج على القانون هو المثل الأعلى، والعاطل مشروع ثرى محتمل.
جرائم الشرف
لا يقبل الرجل الغربى أو المرأة الغربية التى لا تقل عنه أهمية من وجهة نظر المجتمع والدستور والقانون أن يسمعوا عن جرائم قتل من أجل الشرف وحدث فى العام الماضى كما أكد الزميل حامد عبدالصمد أن فى ألمانيا وحدها 96 حالة قتل من أجل الشرف، والسبب فى هذه الجرائم أحياناً يكون عادياً من الممكن أن يحدث فى مصر مثلا،ً مثل ذهاب البنت إلى الديسكو، كما أن هناك حالات أخرى يعتبرها الغرب عادية ولا تشكل أى إساءة أو تجن فى حق الأسرة، كقرار بنت بالانعزال عن الأسرة، أو رفض الزواج من عربى أو تركى وتفضيل آخر أوروبى، أو أن تصادق فتاة رجلاً غربياً، وهذه الحالات هى ما يتناولها الإعلام الغربى ليعرضها عرضاً درامياً مشوقاً كما حدث فى جريمة شرف أودت بحياة مسلمة قتلها أبوها السورى شنقاً، ولم يكتف بذلك بل جعل كل أفراد أسرته يشدون معه الحبل ليشاركوه فى «غسيل الشرف».
بعض المنظمات الإسلامية تعتبر الأوروبيين أنجاسا
أغلب المسلمين فى أوربا يعيشون على الكفاف، ولا يقدرون أن يبنوا هذه المساجد الفخمة ذات المآذن العالية والمساحات الممتدة التى تتكلف ملايين الدولارات، وبنظرة سريعة إلى خطاب هذه المساجد الدينى الذى يتابعه الغربيون عن كثب، ويراقبونه بحس مخابراتى، تأكدوا أنه خطاب يفتقد كثيراً إلى الاعتدال، وأن هذه المنظمات تمول من السعوديين، وهذا الاستنتاج رعب الكثيرين منهم خاصة مع تنامى حركات العنف، التى قادها رجال القاعدة أمثال بن لادن والظواهرى، وهذا ما تأكد منه المراقبون الأوربيون ونشروه فى صحفهم معلقين على خطب الجمعة التى تأمر الشباب بعدم الاندماج فى المجتمع الأوروبى، ونعت الأوربيين بالكفرة والنصارى، واعتبارهم أنجاسا.
عدم احترام الآراء المخالفة حتى من المسلمين
شعر الغربيون أن المسلمين يريدون تغيير معالم الدولة المدنية فى أوروبا وتغليب الطابع الإسلامى عليها، وما جعل هذا الهاجس قابلاً للاشتعال، بعض الدعاة المسلمين الذين يجهرون بعدائهم للحضارة الأوربية وللدولة المدنية، بل والبعض منهم يطلق على أوروبا اسم «دار الحرب» ومن أشهر هؤلاء الدعاة المغربى محمد فظاظى، والألمانى من أصول إسلامية «بيير فوجل» أو خطاب منظمة «ميلى جوروش» التركية التى تراقبها المخابرات الأمريكية، وتتبنى الفكر الوهابى المتعصب، ويعتبرها الأوروبيون منظمة مناهضة للدستور ومعادية لأوروبا، بالإضافة الى أن الكثير من المسلمين يكفرون بعضهم البعض.
عدم إدانة المسلمين لأحداث 11 سبتمبر واستسهال إهدار دم المختلفين معهم
شكلت أحداث الحادى عشر من سبتمبر أكبر تجل لمفهوم صدام الحضارات، ويعتبر الغرب هذه الحادثة من أكبر العمليات الإرهابية فى تاريخ الإنسانية، ولذلك لم ينس الغرب ولم يفهم عدم رفض المسلمين القاطع لأحداث الحادى عشر من سبتمبر، وما زاد من حيرته وإلقاء اللوم على الإسلام والمسلمين قيام بعض الأفراد بالتهليل لهذا الحادث الذى يعتبره الغرب «مأساوياً» وتساءل الكتاب الغربيون هل يحب المسلمون الدماء إلى هذه الدرجة؟.
كما أدى عدم إعلان المنظمات الإسلامية فى أوروبا إدانتهم الصريحة لهذه الهجمة الإرهابية لاعتبار هذه المنظمات ومن يتبعونها متضامنين مع منفذى هذه الهجمات، يدعم هذا التوجه اللجوء على العنف فى الكثير من المواقف التى تمس الإسلام كالرسوم المسيئة واستسهال إهدار دم المختلفين..
المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية وعدم الدقة فى استخدام المصطلحات
يطالب بعض المسلمين فى الغرب بتطبيق الشريعة الإسلامية والبعض الآخر يعتبرها هى الوحيدة القادرة على إنقاذ العالم من الضلال والانحلال، وهى الآراء التى يعتبرها الغرب دليلاً على عدم احترام القانون المدنى وإطلاق لفظة الكافرين على المجتمع الغربى، وهذه الكلمة تحديداً هى ما تثير غضبهم لأن معنى كلمة «كافر» بالنسبة له مرادفا لكلمة «خائن» ولا يتورع المسلمون فى اعتبار كل من يختلف معهم فاشياً.
مظاهرات أوروبية ضد منع المآذن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة