سعيد الشحات

ادعوا لناجى بالشفاء.. ولا تجعلوه سلعة انتخابية

الخميس، 10 ديسمبر 2009 11:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما أصاب المرض مبدعا كبيرا وتتعالى الأصوات لتدخل الدولة من أجل علاجه كما يحدث الآن مع الروائى المبدع محمد ناجى، تذكرت الفصول المأساوية لصديقنا الراحل الصحفى والمبدع النبيل فتحى عامر.

بذلنا جهودا طويلة نحن أصدقاء ومحبى فتحى من أجل جمع الأموال اللازمة لإجراء عملية زرع كبد، وكان حظ فتحى العاثر أنه لا توجد انتخابات فى نقابة الصحفيين حتى يتحول إلى سلعة انتخابية، وبذل نقيب الصحفيين وقتها الأستاذ الكبير المحترم جلال عارف جهودا جبارة حتى حصل على 50 ألف جنيه من المجلس الأعلى للصحافة للمساهمة فى علاجه، بالإضافة إلى وعود أعطاها له بعض رجال الأعمال للمساهمة فى العلاج، ومنهم محمد فريد خميس ومنير فخرى عبد النور.

وكان الأستاذ إبراهيم نافع يقوم وقتها بأفعال عجيبة للتأكيد على حضوره استعدادا لخوض الترشيح أمام جلال عارف بعد انتهاء فترة العامين الأولين له، وبقدرة قادر دخل فتحى عامر حيز اهتمام نافع، وبدلا من المساهمة منه فى جمع الأموال اللازمة لسفره إلى الخارج، فوجئ فتحى فى صباح لا ينسى وهو طريحا على فراش المرض فى مستشفى القصر العينى، بعدسات التصوير من الأهرام وعربة الإسعاف تأتيه لنقله إلى مستشفى المعادى، حتى يكون خبرا فى الصفحة الأولى من الأهرام يفيد أن نافع قام بالتدخل لعلاجه.

ورغم أن علاج فتحى فى الداخل لم يكن يحتاج إلى تدخل، إلا أن ما حدث حدث وأجهض الاستمرار فى جمع الأموال من أجل سفره إلى الخارج، فالذين كنا ندق أبوابهم كانوا يردون أن مشكلة فتحى انتهت، ومات فتحى تاركا الحسرة لنا، بعد تحويل مرضه إلى بازار انتخابى، وبعد تدخل من إبراهيم نافع لم يكن فى محله.

تلك القصة المأساوية لفتحى التى عشت فصولها بنفسى، تنقلنا إلى الحالة المأساوية لمبدعينا الكبار حين يمرضون، وبدلا من علاجهم معززين مكرمين نتركهم، حتى يحل فصل ساخن، كما حدث الآن مع المبدع محمد ناجى الذى أسرعت الدولة بقرار علاجه فى الخارج كجزء من الحملة التسويقية لمساندة الأستاذ مكرم محمد أحمد، ورغم ترحيبنا بالقرار الذى كان الأستاذ محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر جنديا مجهولا فيه، حيث تقدم سلماوى منذ أكثر من شهر بطلب إلى وزير الثقافة ومنه إلى رئيس الوزراء الذى وافق على علاج ناجى، إلا أن السؤال المر فى ذلك هو: "لماذا يتم استثمار مرض مبدعينا على هذا النحو؟"، لماذا لا نخرجهم من حسابات الانتخابات الضيقة، ونقول لهم أنتم أبدعتم والحق الطبيعى لكم أن يتم علاجكم فى أى مكان؟

الدعوات الخالصة لمحمد ناجى بالشفاء، وأمنيات بالانتباه إلى مبدعين آخرين لا يلتفت إليهم أحد، ودعوات للكل بالشفاء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة