إيناس عبد الحميد تكتب: ربنا ما يقطعلنا عادة

الخميس، 10 ديسمبر 2009 01:44 م
إيناس عبد الحميد تكتب: ربنا ما يقطعلنا عادة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفظ الشعب المصرى دونا عن شعوب العالم بعادات راسخة..... لا يستطيع أفراده التخلى عنها سواء أكانت تلك العادات ذميمة أو جميلة. وبما أننا "نختلف عن الآخرين" فقد استطعنا فى بعض الأحوال الجمع بين الجميل والقبيح فى الوقت نفسه.

من خلال تلك العادات المتوارثة، مثلا الاحتفال بيوم شم النسيم، فالاحتفال فى حد ذاته ذكرى جميلة من أجدادنا الفراعنة للإحساس بإحدى نعم الله التى اختص الله بها مصر - وبعض الدول التانية بس إحنا ما لناش دعوة بحد... دعوا الخلق للخاااااالق - ألا وهى النيل، ونتذكر أن نهتم به ونرعاه كما كان ذلك معتادا أيام جدك وجدى الفرعونى فكان الاحتفال به يتكون من حفلات مبهجة تتضمن إلقاء الزهور فى النيل وليس هذا كل شىء -لا طبعا أجدادنا الفراعنة برضه كانوا يختلفون عن الآخرين- فكانوا يختارون أجمل بنات مصر ويلقونها فى النيل!!!

لكن استطاع أحفاد الفراعنة أن يزيدوا على ذلك الاحتفال الذى كان يوما ما مهيبا بالخروج على ضفاف النيل ليس لتحيته، ولا لإلقاء الورود فيه ولا حتى لإلقاء عروسة صينى ليفرح بها النيل ولو قليلا قبل أن تنكسر - صينى بأة - ولكن لأكل الفسيخ والرنجة على ضفافه وبالتبعية ألقاء مخلفاتهم فيه.

وكأنهم بيقولوا "هيييييييييييه والله الواحد مش عارف من غير النيل كنا رمينا بواقى الفسيخ فين واللا كنا هنشيله طول السكة يعنى".

يعد الاحتفال بعيد وفاء النيل او شم النسيم أحد النماذج التى استطعنا أن نجمع فيها العادات التى كانت جميلة بعادات أخرى مستحدثة قبيحة.

أيضا من النماذج المبهجة لعادات المصريين المزدوجة "دوبل فيس" هو ما أصبح عادة عند شباب بلدنا الجامدين عند احتفالهم بالعيدين.

فبعد صلاة العيد وزيارة الأهالى وصلة الرحم - لغاية دلوقتى كله تمام - يخرج الشباب إلى الشوارع زمرا، ليمارسوا عادة جديدة استحدثوها هم ليعبروا عن طاقاتهم المتفجرة ورغباتهم المكبوتة..
وللأسف استحدث شبابنا - اللى المفروض هما دول المستقبل اللى شكله ضلمة خالص لغاية دلوقتى - فكرة التحرش الجماعى فنجد من 20 لـ 30 شابا فى شوارع وسط البلد يحاصرون أى "كائن مؤنث" ماشية فى الشارع لتبدأ مراسم الاحتفال بالعيد.

وبعد أن صدمنا بأخبار التحرش الجماعى هذا العام الماضى..... لم نستغربه بالقدر نفسه عندما سمعنا بتكراره فى الأعياد اللاحقة فأصبح التحرش عادة وربنا ما يقطعلكوا عادة.

ربما كانت من أكبر وأهم العادات المصرية الصميمة الذى لا يمر عام إلا ولابد وأن تتحفنا الأقدار بها.

هى الحوادث الضخمة.. من قطارات لعبارات لطائرات.... فلو مر عام بدون أن تحدث حادثة لقطار أو عبارة أو طائرة لظننا أن البلد فى خطر أو أنه لابد من وجود خطأ ما فى النظام المتبع من المسئولين لتفعيل منظومة التسيب والإهمال الفساد.

ولكن ما إن تقع إحدى تلك الحوادث التى تذهب بأرواح المئات حتى نطمئن أننا ما زلنا نعيش على أرض الكنانة... أرض المحروسة - بجد مش قادرة أفهم بعد ده كله محروسة من إيه.

وليس هذا كل شىء .. فاتخذنا لكل حادثة من هؤلاء اسما لكى نستطيع أن نميز بينهم - لكثرة الحوادث لم نعد نستطيع أن نتذكرهم إلا بأسمائهم - فأصبح عندنا قطار الصعيد و طيارة أمريكا وعبارة السلام وقطار العياط ...إلخ إلخ.

آخر تلك الحوادث "حدانا" وقعت أمس - اللى هو إمبارح - والاسم المتوقع لهذه الحادثة هو "عبارة رشيد" نسبة إلى المنطقة اللى وقعت فيها الحادثة،وراح ضحية هذا الحادث ما يزيد على الخمسين ضحية.

وحتى تكتمل العادة وتختم بالطريقة المصرى لم نسمع محاكمة أو مسائلة أيا من المتسببين فى مصيبة واحدة من هذه المصائب المتتابعة - وده المتوقع المرة دى برضه، وغالبا سيتم إلصاق التهمة بسمكة "وهى اللى هتلبس الليلة".

سمعت مرة عن حادثة قطار فى اليابان أو الصين على ما أتذكر وكان ضحاياها لا يقدرون بالأعداد نفسها التى نجدها عندنا - عادى إحنا تفوقنا عليهم فى أعداد الضحايا - وبعد وقوع الحادث استقال وزير النقل والمواصلات، حيث إنه لم يتحمل أن يواجه الناس بكارثة اعتبرها مسئوليته الشخصية انتحر الرجل.

وزير المواصلات عندنا عملها فعلا بعد حادث قطار العياط.. ويمكن أن تكون تلك الاستقالة هى الثانية "على التوازى" التى سمعنا عنها فى مصر.

على أى حال لم نكن نريد أبدا من وزيرنا الهمام أن ينتحر.... عشان حرام لكن ما هو الوضع الآن وبلدنا بلا وزير للنقل؟؟

من الذى سيتحمل مسئولية الحادث الأخير من غرق العشرات من الأهالى البسطاء فى مياه رشيد؟؟، ذلك بعد أن قامت الوزارة بإلغاء الأتوبيس النهرى هناك، وفى ظل غيابها التام أصبحت مهمة نقل المواطنين من رشيد إلى البر الآخر فى كفر الشيخ مسئولية قلة من أصحاب المراكب المستهترين بأرواح الركاب المعلقة فى أعناقهم.

من سيتحمل مسئولية موت أهالينا الفقراء؟؟
أدينا قاعدين مستنيين على أى حال.
ويا خبر النهاردة بفلوس.
بكرة..... غالبا هيغلى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة