واشنطن بوست: تنتقد الضجة الإسلامية ضد سويسرا

الثلاثاء، 01 ديسمبر 2009 06:37 م
واشنطن بوست: تنتقد الضجة الإسلامية ضد سويسرا صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجهت الكاتبة المصرية منى الطحاوى بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية انتقادات لاذعة ضد الضجة التى أعقبت الإعلان عن نتائج استفتاء حظر بناء المآذن فى سويسرا.
وقالت الطحاوى، إن مفتى الديار المصرية، د.على جمعة، أدان الحظر باعتباره "هجوماً على حرية الاعتقاد"، ولكنه لا يدين الصعوبة التى يجدها الأقباط المصريون عند بناء الكنائس فى مصر، حيث يجب عليهم الحصول على أذن أمنى لمجرد القيام ببعض التجديدات.

وأشارت منى الطحاوى فى مقالها، إلى أن موجة الإدانة التى اجتاحت العالم الإسلامى بمجرد الإعلان عن نتائج الاستفتاء أظهر نوعا آخر من النفاق، الذى يجب مواجهته فى حال ما أخذت شكاوى المسلمين المتعلقة بالتعصب على محمل الجد.

ونوهت الطحاوى، أن قطر افتتحت العام الماضى أول كنيسة كاثوليكية، لا يعلوها صليب أو أجراس أو برج، وهو الأمر الذى يجعل من المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة فى الخليج التى تمنع بناء دور العبادة لغير المسلمين، فحتى المسلمين الذين لا يعتنقون أصول الطائفة الوهابية المتشددة أمثال الشيعة يجدون صعوبة بالغة فى بناء مساجد لهم، بل ويعانون من الاضطهاد بشكل روتينى.

وأكدت، أن التعصب الأعمى يجب أن يدان أينما وجد، وإذا أرادت الدول ذات الأغلبية المسلمة أن تنتقد المعاملة السيئة التى يتعرض لها المسلمين الذين يعيشون كأقلية، فعليها إعداد نفسها لتحمل نفس مستوى الانتقاد فيما يتعلق بسوء معاملة الأقليات على أرض الوطن، فمثلاً أدانت جماعات حقوق الإنسان الظروف المشابهة للعبودية التى يتعرض لها ملايين العمال المهاجرين غير المسلمين الذين ساعدوا فى بناء المملكة أثناء العمل هناك، فى حين أن احتمال الحصول على الجنسية السعودية ليس وارداً.
ومن ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن الصورة التى تروجها سويسرا عن نفسها كأرض للتسامح بدا من الواضح أنها "مليئة بالثقوب مثل أنواع الجبن الذى تنتجه تماما حتى قبل إجراء الاستفتاء" والذى صوت فيه الناخبون السويسريون بنسبة 5ر57 فى المائة على حظر بناء مآذن جديدة.

وترى الطحاوى، أن التعصب فى سويسرا ليس بالأمر الجديد فمثلاً عندما استلم حزب الشعب السويسرى اليمينى مقاليد السلطة فى 2007 استخدم ملصقا يظهر ثلاثة أغنام بيضاء يركل أحدها خروفا أسود خارج أرضية تمثل العلم السويسرى، موضحة أن هذا لم يكن إشارة إلى حركة التمرد، بل إلى أن الجناح اليمينى كان يشير بذلك إلى لون الجلد والأجانب.

كما قالت الصحيفة إن ملصقات حزب الشعب التى عرضت قبل الاستفتاء الذى أجرى يوم الأحد أظهر نساء مغطيات من الرأس إلى أسفل أقدامهن باللون الأسود يقفن أمام مآذن، لافتة إلى أن مثل هذه العنصرية سبقت وأججت التعصب الذى أسفر عن مثل هذا الاستفتاء.

وأوضحت الصحيفة أن نتائج الانتخابات كما كان متوقعة أثارت صرخات من الخوف من الإسلام "الاسلاموفوبيا" لكن الموقف بالنسبة للمسلمين البالغ عددهم 400 ألف مسلم فى سويسرا ليس ملحا، ولم تتأثر المآذن الأربعة القائمة بالتصويت ومازال هناك 150 مسجدا أو مكان للصلاة.

وعلاوة على ذلك فقد أعلن مجلس أوروبا وهو أعلى هيئة لمراقبة حقوق الإنسان فى القارة - والمثير للسخرية أن سويسرا تولت قيادته مؤخرا - بالفعل أن الحظر يمكن أن ينتهك الحريات الأساسية فيما قالت وزيرة العدل السويسرية إيفيلين ويدمر شلومف أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يمكن أن ترفض نتيجة هذا التصويت.


يمكن مطالعة أرشيف الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة بها بعد عرضه على الصفحة الرئيسية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة