د. نيفين شكرى تكتب: تعالوا نحسبها بالعقل!

طرق الحروب التى كانت موجودة فى الماضى تغيرت تماما و لم يعد مقبولا الرد والدفاع بنفس الطريق التقليدية فقط بل بنفس الأسلوب!

كل المشاكل التى تحدث لمصر ولدول عربية أخرى سببها الأول والأخطر اللعب فى عقول الناس سواء عرب أو غير عرب وتوجيهها بواسطة الإعلام لاتجاه ما فى صالح دول معينة وضد دول أخرى.

قناة الجزيرة ومثيلاتها والصحف الصفراء ومواقع الإنترنت سلاح ذو حدين يستخدمه الأعداء ضدنا بمهارة ونتجاهل نحن الرد بنفس المهارة.

كل ما حدث ويحدث ضد مصر وبلاد عربية كثيرة فى السنوات الأخيرة يلعب فيه الإعلام دورا كبيرا فقناة الجزيرة مثلا توجهاتها إيرانية قطرية معادية لمصر ويتبعها ترويج وتجميل للأحزاب والجماعات والانتماءات والدول التابعة لهما وتحريض وتهييج ضد مصر وغيرها من الدول والأنظمة المعتدلة.

علاج ما حدث ضد مصر مؤخرا وفى السابق لن يتم بعلاج الأعراض بل الأمراض والحل الوحيد والضرورى حاليا هو الإسراع خلال أيام بافتتاح قناة عربية سياسية على أكبر مستوى على غرار قناة الجزيرة- التى هى أصلا تنطق بلسان إيران الفارسية بلغة عربية- ولديها القدرة أن تغير الحقائق حسبما تريد ولا يوجد قناة منافسة تقول لها توقفى أو تظهر زيف ما ترويه وأنها تضخم حينما تريد وتهون حينما تريد وتخفى عندما تريد أيضا.

نريد قناة عربية ولنسمها صوت العرب من القاهرة مثلا ويكون لها قناة عربية بلهجات عربية متنوعة ومذيعون عرب من دولا عربية أيضا وتناقش كل مشكلة تحدث فى أى بلد عربى فورا وضيوفها من كل الجنسيات العربية ويكون لها نفس النسخة قناة بلهجات أجنبية وليست باسم مصر مثل قنوات النيل لأننى كمصرية لن أهتم أن أشاهد قناة مسماة باسم بلد آخر وتتحدث عن مشاكلهم الخاصة ونفس الشىء أى عربى لكن لعبة الجزيرة أنها روجت على أنها قناة العرب رغم أنها أصلا قناة تعمل ضد العرب.

ومشكلة مثل ما حدث للمصريين فى السودان أو خلال حرب غزة لا يصح ترك الجزيرة تروج للعرب فى كل العالم وفى الغرب ما تشاء بلا رادع ولو أنا أجنبى لن أشاهد قناة تتحدث إلا لغتى أنا فلو نريد تصحيح الصورة لشعب ما أو أمام الفيفا مثلا فلن أكلمهم بالعربية فقط بل بلغتهم مثلما تفعل الجزائر حاليا للتأثير عليهم وعلى الرأى العام وعلى الأقل ترجمة فورية مستمرة طوال البث أو حتى شريط ترجمة مستمر تحت الشاشة بالمختصر المفيد لما يقال.

نفس الشىء للصحف الإلكترونية العربية والأجنبية والصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية الضخمة التى يجب أن تقوم بنفس الشىء وباسم العرب كلهم وبقوة وكلها ترد أولا بأول على أى شائعة أو كذب فى لحظته أيا كان وبالأدلة بل وعند اللزوم تكشف وتفضح أعداء مصر كما فعلوا بنا وهذا ليس مهما فقط لصورتنا أمام الآخرين لكن أيضا لنا كمصريين وما يحدث وتروج له المعارضة فى مصر على غير حق أيضا.

لازم نسرع بتطوير نفسنا اليوم وليس غدا، فهل سيستجيب أحد؟ نتمنى ذلك!