احتفلت مصر وكل العرب (العاقلين) ولا عزاء للجهلاء الحاقدين، منذ أسابيع قليلة بالذكرى العطرة لانتصارات أكتوبر المجيدة، وأجدنى أتحسر على أحوال الفلسطينيين المتناحرين الذين أهدروا فرص السلام الحقيقية، سلام الأقوياء المنتصرين، تلك الفرص الذهبية التى جاءت عقب انتصارات أكتوبر العبقرية ولم يستغلها أشاوس التناحر واكتفوا بترديد صيحتهم الشهيرة: (عائدون عائدون.. متناحرون متناحرون.. متشرذمون متشرذمون)!! وتكمن عبقرية انتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيدة....
(العاشر من رمضان) 1973 فى كونها الانتصار المصرى العربى الوحيد على الصهاينة الذى وحد العرب وسبق زمانه والذى تقوم كبريات المؤسسات والأكاديميات العسكرية العالمية بدراسة خططه ونتائجه المذهلة حتى اليوم، فى الوقت الذى لم تزل فيه فصائل التناحر الفلسطينى تغنى أنشودتها الأزلية:
(متفرقون.. متفرقون!!) ويا عزيزى كل متناحر وكل متاجر بالقضية، تعال نتذكر حلاوة هذا الانتصار
يوم أن قام الجيش المصرى الباسل الذى لبى نداء الكفاح المشروع ضد الغطرسة الصهيونية بتحطيم حاجز الصمت والصبر ومحو أثار النكسة، وعبر قناة السويس واقتحم خط بارليف وهدمه فوق رأس الجيش الإسرائيلى الذى كان لا يقهر وقد قهره الجندى المصرى خير أجناد الأرض فى 6 ساعات، والذى غنينا له أجمل كلمات النصر يوم أن غنى كل مصرى وعربى أنشودة النصر: (رايحين رايحين شايلين فى إيدنا سلاح راجعين راجعين رافعين رايات النصر)، فى الوقت الذى لم يزل فيه أشاوس التناحر الفلسطينى يتغنون بنشيدهم الخالد (مختلفون مختلفون.. متفرقون متفرقون) !!... ويا عزيزى كل حاقد على مصر أرض الكنانة أدعوك لأن تدخل الإنترنت وتكتب (اسم صائد الدبابات المصرى عبد العاطى) أو تكتب اسم الأسير الصهيونى (العقيد عساف ياجورى) الذى وقع أسيرا ذليلا فى قبضة جنود مصر خير أجناد الأرض ستشاهد المزيد والمزيد من عبقرية بطولات هذه الانتصارات المصرية، وستعرف وسيعرف أشاوس التناحر الفلسطينى أن انتصارات أكتوبر المجيدة هى الانتصار الحقيقى الذى يفتخر به كل مصرى وكل عربى وكل مسلم، يوم أن كانوا متحدين، وسيمفونية رائعة تتضمن مئات الانتصارات والبطولات وستعرف أن انتصارات أكتوبر هى (بدر الكبرى) فى ثوبها الحديث، يوم أن صرخت جولدا مائير كالفأر المذعور تستنجد بحلفائها بعد هزيمة الجيش الصهيونى شرهز يمة على يد الجندى المصرى الشجاع، فى الوقت الذى لم نزل فيه نكتوى بصراعات دولة حماس ودولة عباس اللتين لم يستوعبا حتى اليوم عبقرية الانتصارات الأكتوبرية المجيدة على الصهاينة وإهدارهما فرص السلام التى أتاحتها الانتصارات وقت أن كان سلام الشجعان القائم على قوة انتصارات أكتوبر المجيدة، واليوم نرى الفصائل الفلسطينية وقد أدمنت اللهاث وراء التناحر والنزاع الفلسطينى الفلسطينى البغيض الذى صنع من القضية مليون قضية ومن الدولة مليون دولة متناحرة وذهب بها إلى المجهول بعد جريها وراء أصدقاء السوء والرقص على نغمات "عائدون عائدون" والضحك على شعوبهم المقهورة بالانتصارات الكوميدية المكذوبة فوق حطام لبنان وخرائب غزة،وصدق المثل القائل:
(لو باض النسناس.. اتفقت حماس مع عباس!!).