قال الله تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ...." س.البقرة آية 30.
قضية الفساد والإفساد مطروحة هنا - فى القرآن الكريم - من قبل أن يوجد الإفساد أصلا ، ولكن من أخبر الملائكة بذلك الإفساد الذى سوف يحدث من البشر، من قبل أن يخلق البشر.. يحتمل أن يكون الله سبحانه وتعالى قد أخبرهم بذلك، ويحتمل أن يكون هناك أقواما آخرين قد سبقوا الإنسان ظهورا على سطح الأرض وقت أن كانت الأرض فى باكورة بريتها وتوحشها، وبرودتها الجليدية الشديدة، وتطرفها المناخى غير المألوف لنا حاليا، فلربما تكون هذه الظروف قد انتهت الآن تلك الظروف التى ألقت بظلال من التوحش والدموية، على أشباه الإنسان (كإنسان بكين، ونياندرتال وجاوه وغيرهم، أى من كانوا قبلنا، والتاريخ الجيولوجى، يشى بهذا.
خلق الله سبحانه وتعالى جميع مخلوقاته بما فيها الإنسان من عدم حيث قال تعالى: "وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا" (مريم: 9)، (معجزة قرآنية)...المهم أن ذلك الإنسان الذى خلق من عدم وعلى غير مثال سابق، يعلم علم اليقين أنه سيعود إلى نقطة الأصل، العدم، سواء أطال الوقت أم قصر، ومن هنا كانت إملاءات اللحظة، فها هى الفتاة الجميلة، تكاد تجن من جمالها، إنها تفتتن بهذا الجمال أكثر ممن يشاهد جمالها، وتسعى بكل وسيلة لتخليد هذا الجمال، وقد أتاحت لها التقنيات الحديثة، فها هى الكاميرات بأنواعها، ووسائط حفظ المعلومات من "سى ديهات" وغيرها تسجل ذكرى الجمال الخالد.
وليس مهما أن تذهب هذه الذكريات إلى من يعبث بها، فالجمال يجب تقديسه وتخليده وهذا هو الأهم، وبالعكس تماما فالعبث هنا هو ما يمنح الشهرة والانتشار.
ها هو رجل الأعمال الشهير، يسعى لتسجيل ذكراه، على المنوال نفسه، فيقوم بتصوير نفسه، فى تلك الأوضاع، عسى أن يخلده الزمان، فلقد عاش بالطول والعرض، وأعطاه الله (سبحانه) كل شىء، إذن فهو على حق، من وجهة نظر ظنية طبعا، وهذا هو تماما لسان حال النعمة ، حينما تتحدث بأسلوبها الخاص وطريقتها المدهشة، ولنا فى فرعون لعبرة... قال تعالى محدثنا عن الفرعون (أليس لى ملك مصر...).
أذن النعمة هى التى أضلت فرعون، وغيره بالطبع وإلى يوم الدين لقد أغرقته النعمة حتى قبل أن يغرق فى اليم.
ولنا مثال آخر، فها هى الفنانة المشهورة جدا صاحبة العمر المديد، ما شاء الله ، والصوت الشحرور، تبوح لنا بسر الأسرار، وتقول بأنها أبدا لم تكن مخلصة لأزواجها.
لماذا البوح هنا؟ وما الفائدة ؟....هناك بالطبع عدة احتمالات، أولها الانتقام ممن تخطاها يوما ونظر إلى غيرها، وفى هذا إهانة لها لا تغتفر نظرا لنرجسيتها الشديدة، ثانى الاحتمالات يشمل أسلوب الحياة والبذخ غير المعتادين، فإذا أهداها أحدهم عقدا من الألماس بملايين الجنيهات، فما المقابل ثمنا، أكثر من نظرة، ولمسة وكأس بعيدا عن كلام الناس، أما الذى لا يعجبه ذلك، فأمامه الحائط، ورأسه ارتطاما به.
ثالثا لسان الحال يقول: سأترك لكم ذكرى لا تنمحى أبدا، فأنا البطل/ البطلة، والنجم/ النجمة، وأنا الفنان، ليس كأى فنان، ذكراى خالدة، خالدة، فأنا فريد عصره، وما أنتم إلا بشر عاديون، ولا يمكن أن تختصمونى، فهل لكم ذكرى تتداولونها كذكراى.
والآن هيا إلى فرط الإثارة، فلقد مل البعض من كل ما هو عاد أو معتاد، لابد.... لابد من الخروج عن المألوف، لابد من تغذية تلك المنطقة الكائنة، فى غيابات المخ ربما فى الشعور، وربما فى اللاشعور إنها منطقة الإثارة.
تتم التغذية بافتعال أعمال غير عادية كالسواقة بالدبرياج (التفحيط)، حتى لو احترقت السيارة، أو تلفت تلفا شديدا أثناء اللف والدوران.... لا يهم فالإثارة أهم.
وها هو الإعلامى الشهير، يدس عليه، من يستدرجه إلى حديث مثير، هنا ومع الإثارة، ينسى الناس الحذر المألوف ويظنون أنهم بمأمن، ولكن هيهات فالسيديهات لها آذان كما اتضح... ولها عيون وقحة لاتغمض أبدا. وهى جاهزة فى أى وقت.
الأمر نفسه، فلربما حاول البعض أن يذهب إلى الشاطئ المحرم ارتياده، فيجدون من سبقهم إلى هناك ترصدا، وتسجيلا، وسعيا وراء المعلومة الثمينة التى يدفع لها البعض ثمنا باهظا، ومن يفعل إذن فلقد اخترق الحجب وأتى بما لم يأت به أحد.
صفوت صالح الكاشف يكتب: "سيديهات" الفضائح فى مصر
الإثنين، 09 نوفمبر 2009 11:17 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة