وسط حضور إعلامى وجماهيرى كبير، أقيم مساء أمس الأحد افتتاح مكتبة الشروق بالزمالك، والتى أقيم بها احتفالية للكاتب بهاء طاهر حضرها كل من رئيس مجلس إدارة دار الشروق إبراهيم المعلم والكاتب محمد المخزنجى والكاتب بلال فضل والكاتب صلاح منتصر.
فتحدث الكاتب بلال فضل عن تجربته فى كتابة السيناريو لرواية طاهر "نقطة نور" وطرح تساؤلا وإدانة للسينمائيين بسبب تقاعسهم عن تحويل أعمال طاهر إلى أعمال سينمائية.
ووصف صلاح منتصر طاهر بأنه كوكبة من العبقرية، أما الكاتب الصحفى سيد محمود فوصفه بأنه شخص تغطيه الطمأنينة وقيمة أخلاقية حقيقية لا يختلف عليها أحد.
وتحدث الكاتب الصحفى حمدى عبد الرحيم عن تجربته الخاصة مع طاهر، والتى بدأت منذ أن قرأ له مقالا نشر فى مجلة صباح الخير عن الفنانة الراحلة سعاد حسنى إلى أن التقيا لعمل حوار ليكتشف عبد الرحيم من خلاله العديد من الجوانب الإنسانية فى طاهر وعشقه لبطلة رواية ضحى.
الكاتب بهاء طاهر بدأ حديثه بشكر كل من تحدث عنه معتبرا أن افتتاح مكتبة جديدة يؤكد على بداية عهد جديد من الإقبال على القراءة وزيادة معدلاتها، إلا أن المحزن مع زيادة القراءة انحسار الاهتمام بالثقافة، خاصة أن الاهتمام بالثقافة والأدب يأتى فى مرحلة متأخرة عن الاهتمام بالمجالات الأخرى مثل الرياضة والفن، مضيفا أن هناك خللا فى التوزان بين الانشطة الاجتماعية المختلفة.
وفى مداخلات للحضور تركزت الاسئلة حول القصة القصيرة، خاصة بعد المجموعة القصصية الأخيرة لطاهر والتناقض ما بين زيادة معدلات القراءة ونقص الاهتمام بالأدب.
فأكد طاهر أنه سعيد بعودته لكتابة القصة القصيرة لأنها من وجهة نظره أصعب فنون الكتابة وأقربها إلى الشعر، معتبرا الكاتب الراحل يوسف إدريس من عظماء كتاب القصة القصيرة فى العالم، وأنه لم يأخذ حقه فى مصر مثله مثل الكاتب يحى حقى، وأضاف طاهر أن هناك صحوة تشهدها القصة من خلال كتابها مثل البساطى والمخزنجى وعدد كبير من الكتاب الشباب.
ودعا طاهر الناشرين إلى الاهتمام بالقصة، خاصة أن عددا كبيرا منهم يرفضون نشر المجموعات القصصية لكبار الكتاب فى العالم ويفضلون الرواية، معتبرا أن ترديد مقولة زمن الرواية "نذير سوء" على الرواية ذاتها لأن الفنون ترتقى معًا.
إبراهيم المعلم أكد أنه تم لسنوات تجاهل فن القصة القصيرة فى الصحف وأن جريدة الشروق حرصت فى أول أعدادها على أن تزدان بقصة قصيرة لبهاء طاهر، إلا أن المفاجأة كانت فى انتقاد الكتاب والأدباء وغضبهم من نشر القصة القصيرة، مؤكدا أن هناك انفصاما بين الحركة الصحفية عن الأدب.
وأضاف المعلم بأننا فى بمصر نعانى من أزمة كبيرة فى التعليم، وخاصة فى اللغة العربية بالمدارس الحكومية، على خلاف المدارس الخاصة والتى تبنى شخصية الطالب، وأشار إلى أن المجتمع المصرى انقسم إلى قسمين، أحدهما خريجو المدارس الحكومية وهم كثرة، وقلة متعلمة جيدا.
وتطرق إبراهيم المعلم إلى الحديث عن الرواية، مشيرا إلى أن هذه الفترة شهدت اهتماما بالقراءة وزيادة عدد المطبوع والمنشور للكتاب، وأكد على أن عدوى الاهتمام بالقراءة لم يصل للدول العربية الأخرى.