محمد حمدى

..وأين قمة مصر وأفريقيا؟

الأحد، 08 نوفمبر 2009 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس لدى أى اعتراض على عقد قمة الصين وأفريقيا فى مصر، وعلى الاهتمام العالمى منقطع النظيربأفريقيا هذه الأيام فى ضوء قمم مماثلة لتركيا وإيران والهند وأمريكا اللاتينية مع أفريقيا ومن قبل طبعا الإهتمام الأمريكى والأوروبى.. وربما نرى فى المستقبل قمة إسرائيل وأفريقيا.. لكن السؤال الذى يشغلنى هو: متى ستعقد قمة مصر وأفريقيا؟

قد يبدو هذا السؤال عبثيا فى نظر البعض، فنحن جزء من القارة الأفريقية، ونشارك فى كل التجمعات القارية والإقليمية الأفريقية بداية من الاتحاد الأفريقى حتى الكوميسا، لكن الحقيقة أن مصر غائبة عن أفريقيا من زمن ليس بالبعيد وقد كتبت هنا من قبل كيف فقد فاروق حسنى الأصوات الأفريقية أثناء اختيار مدير عام اليونسكو ولم يحصل سوى على خمسة أصوات بينما أعطت ثمان دول أفريقية أصواتها للمرشحة البلغارية.

مشكلة مصر مع أفريقيا تكرست بشكل كبير حين عارضت مصر فكرة استبدال منظمة الوحدة الأفريقية التى أنشأتها بالاتحاد الأفريقى الذى تبناه الرئيس الليبى معمر القذافى، وحين تحول الاتحاد الأفريقى إلى واقع انضمت إليه مصر متأخرة ولم تكن من الدول المؤسسة لدرجة أنها لم تنجح فى أن استضافة مقر الاتحاد أو إحدى منظماته العديدة فى مصر باستثناء اتحاد الغرف التجارية الأفريقية الذى اختيرت الأسكندرية مقرا له.

وقبل ذلك كانت افريقيا تتغير كثيرا، وتحديدا بعد حرب أكتوبر 1973 التى قطعت فيها معظم الدول الأفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، لكن مصر تغيرت كثير بعد هذه الحرب، ولم تعد أفريقيا هى الأولوية الأولى فى علاقاتها، وتوجهت مصر شمالا ناحية أوروبا وأمريكا وتركت عمقها الاستراتيجى.

وخلال تلك السنوات عادت جنوب أفريقيا إلى حضن القارة السمراء بعد انتهاء سياسة الفصل العنصرى عملاقا يحسب له ألف حساب، وظهرت نيجيريا كعملاق اقتصادى بفضل النفط، وأرست أوغندا وكينيا حضورا مميزا فى القارة الأفريقية، واستطاعت ليبيا التواجد المؤثر فى معظم المحافل الأفريقية.

وأصبح مألوفا الحديث عن التواجد الإسرائيلى فى أفريقيا بدلا من التواجد المصرى لدرجة أن صادرات السلاح الإسرائيلية لأفريقيا تصل إلى مليارى دولار سنويا بينما لا تزيد حجم الصادرات المصرية للقارة السمراء عن ثمانمائة مليون دولار.

ولا يقف الأمر عند حدود الأرقام، لكنه يتعدى ذلك إلى نظرة المواطنين الأفارقة لمصر، ففى كثير من دول حوض النيل يتحدثون عن أننا نأخذ مياههم وننظر إليهم نظرة استعلائية.. وفى دول أخرى لا يعرف السكان المحليون عن مصر شيئا بينما فى كل عاصمة أفريقية شارع يحمل اسم جمال عبد الناصر حين كانت مصر دولة أفريقية.. أما الآن فإنها بلا شك تحتاج قمة للتعارف مع افريقيا مثل الصين والهند وإيران وتركيا!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة