رؤية تشكيلية للسيرة النبوية، هو عنوان للوحة كبيرة طولها متران وعرضها أكثر من 16 مترا تقريبا من إبداع الفنان طاهر عبد العظيم، هذه اللوحة إضافة إلى أعمال أخرى لنفس الفنان، تم إختيارها مؤخرا من قبل قطاع الفنون التشكيلية كى تعرض فى مدينة القيروان فى سياق الاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام. ولقد سبق أن عرضت اللوحة تحت نفس العنوان فى معرض بقاعة إيزيس للفنون قام بافتتاحه فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة ولاقت الكثير من الإهتمام الإعلامى كونها تتعرض لملامح من السيرة النبوية
فى سياق جديد ومبتكر بداية من حادثة الفيل الشهيرة بقيادة أبرهه الأشرم إلى ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى استعراضها لملامح الحياة فى تلك الفترة بما تضمنته من طريقة بناء وملابس وغيرها من التفاصيل الحياتية الأخرى.
وعن هذا العمل وذلك الاختيار يقول الفنان طاهر عبد العظيم: لم يكن الأمر سهلا على الأطلاق للوصول إلى تلك النتيجة، فهناك خلف العمل والمجهود الذى جهد آخر سبق عملية الإبداع، جهد فى البحث والتنقيب عن التفاصيل والملامح الخاصة بتلك الفترة، بدءا من أشكال الأصنام التى كان ينصبها العرب حول الكعبة إلى طريقة الملبس ومقاييس الكعبة المشرفة، إلى جانب استقصاء الدقة فى تفاصيل السيرة النبوية والإلمام بكل صغيرة وكبيرة متعلقة بها، وهو الأمر الذى دفعنى لتلمس المشورة من الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، وعدم الاكتفاء بالقراءات الشخصية وحدها عن السيرة النبوية، أما فيما يخص عرض العمل فى مدينة القيروان التونسية كجزء من الاحتفال بها كعاصمة للثقافة الإسلامية فهو شىء أفخر به ولفتة كريمة من قطاع الفنون التشكيلية المصرى.
يذكر أن عرض العمل الخاص بالفنان طاهر عبد العظيم هو أحد مظاهر الفعاليات التى تتبناها مدينة القيروان فى الفترة من 10 نوفمبر وحتى 15 نوفمبر وترعاها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إسيسكو" وتتضمن مجموعة من المهرجانات والمعارض الدولية والمسابقات وعروض مسرحية وسينمائية وأفلام وثائقية وأمسيات شعرية ومن المتوقع أيضا تنظيم مهرجان للإنشاد الصوفى ومهرجان للأزياء والفلكلور الإسلامى، إضافة إلى معارض لترويج التراث المعمارى والعلوم الإسلامية، وشملت الاستعدادات أيضا عمل مجسم ضخم يرمز للحدث إضافة إلى تهيئة فضاء جامع عقبة بن نافع، وتجميل منتزه فسقيات الأغالبة وإعادة تهيئة الحدائق العامة والبنايات والميادين.
وصرحت مصادر رسمية تونسية، أن والى القيروان أكد خلال جلسة خصصت للإعداد لهذه الاحتفالية على ضرورة الإسراع فى تهيئة المركز الثقافى أسد بن الفرات وتجميل المدينة العتيقة وإعادة رصف شوارعها وتجميل المعالم التاريخية إضافة إلى الشروع فى وضع لوحات رخامية إرشادية تحمل أعلام ومشاهير مدينة القيروان عبر تاريخها، ومن المقرر أن يقام ضمن التظاهرة دورات تدريبية برعاية الإيسيسكو لترميم المخطوطات وصيانتها، وورشة عمل حول توثيق المعروضات المتحفية بدول المغرب العربى بإستخدام الأنظمة الرقمية.
ويعود تاريخ القيروان التى تعرف بعاصمة الأغالبة إلى عام 50 هجريا، 670 ميلاديا عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع، وكان هدفه أن يستقر بها المسلمون، إذ كان يخشى إن رجع المسلمون إلى أهل إفريقية أن يعودوا إلى دينهم والقيروان هى فى الأصل كلمة فارسية، دخلت إلى العربية وتعنى مكان السلاح ومحط الجيش وموضع اجتماع الناس فى الحرب، ويرتبط إنشاؤها ببداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية فى المغرب العربى، حيث كانت القيروان تضطلع بدورين رئيسيين هما الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو كان الفقهاء يخرجون منها وينشرون الإسلام، كما تشتهر هذه المدينة العتيقة الواقعة على بعد 160 كم شرق العاصمة تونس بمعالمها التاريخية الضاربة فى القدم منذ العهد الإسلامى مثل جامع عقبة بن نافع وبيت الحكمة، كما تزدهر أيضا فى مدينة القيروان صناعة المفروشات خلافا لصناعة الحلوى والتى من أشهرها المقروض القيروانى.