افتتح الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الصينى ون جيا باو اليوم، أعمال منتدى التعاون الصينى الأفريقى بمشاركة أكثر من 20 رئيس دولة، على رأسهم الرئيس السودانى عمر البشير وروبرت موجابى رئيس زيمبابوى ونائب رئيس ورئيس ووزراء ورؤساء وفود من 49 دولة أفريقية.
وأكد الرئيس مبارك أن عقد المنتدى فى شرم الشيخ مع بداية العام العاشر لانطلاق منتدى التعاون الصينى الأفريقى، ليرسى دعائم مرحلة جديدة للعلاقات بين الجانبين الصينى والأفريقى، ومشاركة تحقق تطلع أفريقيا والصين للسلام والأمن والتنمية.
وقال الرئيس مبارك فى كلمته فى افتتاح أعمال المنتدى، إن مصر كانت أولى دول القارة الأفريقية التى اعترفت بجمهورية الصين الشعبية منذ أكثر من نصف قرن، وإنها ساندت ولا تزال مبدأ الصين الموحدة.
وأضاف أن مصر دعمت منتدى التعاون الصينى الأفريقى منذ اليوم الأول، باعتباره إطارا مؤسسيا للتعاون وانعكاسا لعلاقات وطيدة ومتميزة جمعت بين شعوب أفريقيا والصين عبر التاريخ ونموذجا فاعلا للتعاون المثمر بين الجنوب والجنوب.
وأشار الرئيس مبارك إلى قمة بكين لمنتدى التعاون الأفريقى الصين فى نوفمبر 2006 وهى أول قمة للمنتدى منذ انطلاقه عام 2000، لافتا إلى أن القمة اعتمدت خطة عمل لتعزيز علاقات المشاركة والتعاون بين الصين وأفريقيا، وقال: كما اعتمدنا برنامج عمل شاملا تضمن مشروعات محدده لتعزيز التعاون فى مجال الزراعة لزيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى للشعوب الأفريقية.
وأضاف مبارك قائلا إن هذا البرنامج أعطى أولوية متقدمه لمشروعات البنية الأساسية ودعما لخطوات ملموسة لتخفيف أعباء الديون الخارجية الأفريقية، كما دعا لزيادة مساعدات التنمية الأساسية وفتح الأسواق الصينية أمام المنتجات الأفريقية، وأولى عناية خاصة لتعزيز الاسثثمار والتعاون المشترك فى مجالات التعليم والصحة والتنمية البشرية والسياحة.
كما أكد الرئيس مبارك أن عقد المنتدى فى شرم يؤكد الالتزام بالمبادئ التى ارتضتها الدول الأفريقية والصين أساسا للمشاركة، إضافة إلى تقييم ما تم تحقيقه فى قمة بكين 2006 ووضع معالم التحرك خلال المرحلة المقبلة.
وأشار الرئيس مبارك إلى أن حجم التبادل التجارى بين الصين والدول الأفريقية يقترب حاليا من 100 مليار دولار وهناك زيادة مضطردة فى حجم الاستثمارات الصينية والمشروعات المشتركة بدول القارة.
وأوضح الرئيس مبارك أن المنتدى يعقد فى شرم الشيخ تحت عنوان "تعميق التعاون بين الصين وأفريقيا لتحقيق التنمية المستدامة". موضحا أن تحقيق هذا الهدف المشترك يتطلب التأكيد على عدد من المبادئ والأولويات، على رأسها تأكيد المبادئ التى قام عليها المنتدى والتمسك بمفاهيم التكافؤ والتعاون الجاد والمنافع المتبادلة، مشيرا إلى ضرورة تواصل الحوار والتشاور وتنسيق المواقف بين الصين وأفريقيا للدفاع عن مصالح شعوبنا فى المحافل والتجمعات الدولية، إضافة إلى تعزيز التعاون على المستويين الثنائى والقارى لدعم الجهود الأفريقية لتحقيق السلام والأمن فى القارة باعتباره الركيزة الأولى لتحقيق التنمية الشاملة لشعوبها.
ولفت الرئيس مبارك ضرورة تضافر جهود الصين وأفريقيا لترسيخ مفاهيم الديمقراطية فى العلاقات الدولية، ونبذ ازدواج المعايير على الصعيدين السياسى والاقتصادى، إضافة إلى التصدى لتهميش أفريقيا والعالم النامى فى آليات صنع القرار الدولى، والمطالبة بمشاركة أكبر فى المؤسسات والتجمعات الاقتصادية والمالية الدولية، خاصة مجموعة الثمانى ومجموعة العشرين، بما يتيح الإسهام الفاعل فى صياغة نظام اقتصادى وتجارى جديد يصحح التناقضات القائمة ويراعى مصالح شعوب الجنوب التى تشكل ما يزيد عن ثلثى سكان العالم.
ونوه الرئيس مبارك إلى مطالبة الدول الكبرى بحكم مسئوليتها عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بضرورة النهوض بالتزماتها لمعالجة تداعيات هذه الأزمة على اقتصادات الدول الأفريقية ودعم قدرتها على تحقيق برامج التنمية ومكافحة الفقر وبرامجها لتحقيق الأمن الغذائى على وجه الخصوص.
وقال الرئيس مبارك: إنه من هذه المبادئ أيضا العمل سويا على للإسراع بإنهاء جولة الدوحة للمفاوضات التجارية متعددة الأطراف على نحو يراعى مصالح الدول الأفريقية ويضع حدا للسياسات الحمائية التى تتبناها الدول المتقدمة ويتيح للصادرات الأفريقية والزراعية، منها على وجه الخصوص النفاذ إلى الأسواق العالمية.
وأكد الرئيس مبارك فى ختام كلمته أن الصين أثبتت بتجربتها الناجحة خلال الثلاثين عاما الماضية أن التقدم الاقتصادى ليس حكرا لدولة أو جنس أو لون، بل هو متاح لكافة البشر ولكل من يبذل الجهد والعرق ويعمل بروح الفريق الواحد.
وقال الرئيس مبارك: إننا نعتز بما حققته بالفعل الشراكة بين الصين وأفريقيا إلا أن الطريق لا يزال طويلا.
الرئيس مبارك يفتتح المؤتمر الرابع لمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا
