خصص الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان مقاله للتعليق على الجمود الذى أصاب عملية سلام الشرق الأوسط المتعثرة، ونصح إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما بالتخلى عن ما يسمى "عملية السلام" التى فقدت مصداقيتها بعد مرور الوقت وبعد اتكال كل من الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى على الرئيس أوباما لتحقيق السلام بينما يرفضان دفع الثمن السياسى المطلوب.
وبدأ فريدمان مقاله قائلاً إن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فقدت معناها، ووصلت إلى منعطف سيئ، فمن الواضح أن جميع الأحزاب لم تسأم بعد من اللعب بقواعد اللعبة القديمة ولكنهم فقدوا الحماسة والإيمان المطلوب لتحقيق السلام، "الشىء الوحيد الذى يبقى عملية السلام على قدميها اليوم هو الجمود والعادة الدبلوماسية، فعملية السلام خرجت عن نطاق الدبلوماسية". ويقول فريدمان إن الأمر بات أشبه ما يكون بأداء التمارين الرياضية للحفاظ على سلامة الجسم، ولكن فى حقيقة الأمر لا أحد يؤمن أن شيئاً ما سيحدث.
ويرى الكاتب أن الوقت حان لتبنى نهج "جذرى" جديد، نهج لم تجرأ أى من الإدارات الأمريكية السابقة على السير على خطاه والمتمثل فى "التخلى عن شعارات "عملية السلام" والعودة إلى أرض الوطن الذى هو فى أمس الحاجة لجهود رئيسه". ويبرر فريدمان ذلك مشيراً إلى أن وجود الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب رئيسى فى عملية السلام كان بمثابة حقنهم بمسكن "النوفوكين"، "فنحن نريح جميع الآلام السياسية التى يشعر بها العرب وصناع القرار الإسرائيليين عن طريق خلق انطباع أمام الرأى العام العربى والإسرائيلى، بأن أمراً هاماً يحدث"، فهذه وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون تقف إلى جانب عباس تارة وبجوار نتانياهو تارة أخرى، مما يوحى أن هناك قراراً سياسياً مصيرياً سيؤخذ الآن بشأن عملية السلام.
ويشير الكاتب إلى أن هذا يمكن القادة من الاستمرار فى تحقيق أولوياتهم المتمثلة فى البقاء فى السلطة وملاحقة هواجسهم الأيديولوجية فى الوقت الذى يتظاهرون فيه بملاحقة السلام. لذا ينبغى الخروج من الصورة، على حد تعبير الكاتب، حتى يقف هؤلاء القادة أمام شعوبهم ليخبروهم بالحقيقة "لا شىء يحدث، ولا شىء سيحدث". وعندما يكون القادة جادون بشأن السلام، حينها فقط يستطيعون اللجوء إلى أوباما.
ويصف الكاتب كيف لا يعمل أى من العرب والفلسطينيين أو الإسرائيليين بصورة جادة لإحلال السلام الضال مع بعضهما، فالقيادة الفلسطينية "ترغب فى التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ولكن دون مفاوضات، بينما تريد القيادة الإسرائيلية "مباحثات مع إسرائيل دون التوصل إلى اتفاق".
ويستدرك فريدمان قائلاً، إن الوقت قد حان بالفعل لوضع نهاية "لعملية السلام غير الفعالة"، وذلك لأنها تضر بمصداقية فريق أوباما.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
فريدمان: عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فقدت معناها