جاء اختيار روسيا كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولى للكتاب لعام 2010 بردًا وسلامًا على كثير من المثقفين والكتاب، فقد رحب الجميع بهذا الضيف الذى ساهم رواده فى مجال الأدب فى الثقافة المصرية، بل واستقى العديد من الأدباء الشباب منه وتأثروا به، لكن الخوف أن يكون هذا الاختيار هو اختيار اللحظة الأخيرة، كما قال الدكتور نبيل عبد الفتاح رئيس مركز التاريخ بالأهرام، مؤكدا أن استضافة روسيا كضيف شرف لمصر فكرة موفقة تماما خاصة أنه منذ توتر العلاقات المصرية الروسية تحولت السياسة المصرية إلى الصداقة التى قد تصل إلى التحالف مع أمريكا، وأصبحت هناك شبه قطيعة بين مصر وروسيا، بالرغم من أنها دولة ذات تراث ثقافى وأدبى كبير جدا، مؤكدا أنه علينا الاهتمام بهذا الأدب وترجمته لتجديد رؤانا ومخيلتنا الثقافية.
وأضاف عبد الفتاح أن هذا الاختيار خطوة جيدة نحو تجديد هذه العلاقات وتوطيدها من ناحية، وتحقيق التوازن فى علاقتها الثقافية التى لا يجب أن تقتصر على أمريكا ودول أوروبا فقط من ناحية أخرى.
وأشار عبد الفتاح إلى أن مشكلة اختيار ضيف شرف مصر فى معرض الكتاب هو أن هذا الاختيار غالبا ما يتم فى اللحظات الأخيرة، والخوف أن يكون اختيار روسيا تم بهذا الشكل، مثلما حدث مع الإمارات عندما تقدمت لتكون ضيف شرف مصر فى معرض الكتاب وهى دولة ليست ثرية ثقافيا ولم تقدم تراثا إبداعيا، لكن تم اختيارها لأن العلاقات المصرية الإماراتية السياسية جيدة، كما أنه لم يكن هناك دول كثيرة تقدمت واضطرت مصر لاستضافتها، وهذا هو اختيار اللحظة الذى أعنيه، وهو ما يظهر جليا من خلال عدم تواجد الأعمال المترجمة للروسية أو منها، وهو أمر فى غاية الأهمية ويجب أن يعد له جيدا.
وأكد عبد الفتاح على أن المصالح السياسية والاقتصادية والعلاقات الدولية تتدخل فى اختيار ضيوف الشرف بشكل كبير مثلما حدث مع الإمارات.
بينما أكد الدكتور فؤاد قنديل الروائى ورئيس تحرير سلسلة إصدرات جديدة التابعة لهيئة الكتاب أن اختيار الدول لتكون ضيف شرف المعرض ليس له قواعد، ويتم بشكل شبه عشوائى، ونظر مصر اتجه فى الفترة الأخيرة إلى الغرب، خاصة أمريكا ودول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، لكن يبدو أن هذه الرؤية اتجهت نحو الشرق هذا العام، لاعتبارات قد تكون سياسية، أو اقتصادية، أو لمصالح بين البلدين، كما أنه لا يخلو من فكرة تبادل الأدوار، فمثلا مصر كانت ضيف شرف إيطاليا هذا العام وقبلها كانت إيطاليا هى ضيف شرف مصر، فالدول تتنظر ذلك من بعضها، لكن هذا الأمر يكون فى نهاية الأمور التى تؤخذ فى الاعتبار، والجميل أنها اتجهت لدولة ذات حضور قوى مثل روسيا.
بينما ينفى أحمد صلاح وكيل وزارة الثقافة ومسئول المعرض بالهيئة العامة للكتاب أن يكون الاختيار هو اختيار اللحظة الأخيرة، مضيفا أن هذا الاختيار يتم بالفعل قبل المعرض بعام، حيث تقدم ثلاثة دول طلبا لوزارة الثقافة تفيد برغبتها فى أن تكون ضيفة شرف معرض الكتاب، وتقدم كل دولة برنامجا ثقافيا، تقوم بدراسته اللجنة العليا للمعرض والمكونة من وزير الثقافة وأعضاء مجلس إدارة الهيئة، ويتم اختيار البرنامج الأقوى، ويوضح "صلاح" أن الإختيار يكون على أساس أهمية البرنامج الثقافى وتميزه، ثم نضع فى الاعتبار عمل توازن بين الدول التى يتم اختيارها بمعنى أن يكون عاما، ضيف الشرف دولة أجنبية، يليه دولة عربية، دولة من الشرق وأخرى من الغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة