فى الهندسة الميكانيكية ما يعرف بالمواءمة أو التوافق عندما تعمل مكونات أو تروس آلة يجب أن يكون بينها مواءمة أو توافق حتى يمكن أن تؤدى المطلوب منها، كلما كانت المواءمة والتوافق بين أجزاء الآلة كلما زادت كفاءتها وقل الصوت المنبعث عنها، يقولون عن نوع معين من المواتير إنها الأقل صوتا أى الأكثر مواءمة وتوافقا بين مكوناتها.
هكذا فى المجتمع كلما علت الأصوات وخاصة الأصوات النشازوقل الإنتاج كان ذلك مؤشرا على خلل يكمن فى تركبية المجتمع يؤثر سلبيا على ميكانيكية الحركة للأمام.
من مؤشرات الخلل بالمجتمع المصرى أن نسبة البطالة عالية بينما يعانى كثير من مواقع الإنتاج عجزا فى العنصر البشرى المطلوب له لدرجة أن بعض المصانع فى مصر ومنها النسيج مهددة بالتوقف لنقص العمالة بها، مما اضطرهم إلى استيراد عمالة آسيوية لتشغيلها.
الأمثلة عديدة فى مجالات المعمار فبالرغم من سوق المعمار المفتوح الواعد، فإنه توجد ندرة فى العمالة المدربة على جميع فنون المهن المرتبطة بهذا النشاط، كتجاريين أو حدادين أو سباكين أو... وكل هذه تدر عائدا مناسبا وخاصة للمحترفين منهم
الأمر موجود فى مجالات أخرى مثل الفلاحة والتصنيع الزراعى و.....
طبعا لايقتصر ذلك على السوق المحلية ولكننا فقدنا أسواقا خارجية تحتاج وكانت تعتمد على العناصر البشرية المصرية ونتعاقد حاليا على تصدير فتيات مصريات حاصلات على مؤهلات عليا ومتوسطة للعمل كمساعدات (عاملات نظافة) فى مدارس الكويت.
ولا ننسى أن المهن فى مصر كانت منظمة ولكل مهنة معلموها، وقد كانت للعمالة المصرية المدربة الفضل الأول فى نهضة تركيا أيام الحكم العثمانى وفى عهد سليم الأول.
هل يمكن أن تستعيد مصر ريادتها فى المنطقة العربية والأفريقية بل والأوربية ويكون أبناؤها خبراء وسفراء لها يرفعون اسمها ويتشرقون بالانتماء لها؟!
المهندس توفيق ميخائيل يكتب: المواءمة أو التوافق
الأحد، 08 نوفمبر 2009 07:54 م