كلمة تدور بذهن الكثير منا ولا نعرف لها إجابة غير "لا دا اللى ناقص كتييير"، كما نقول فى حياتنا اليومية. نعم ينقصنا الكثير والكثير كأمة ما زالت نامية لعقود من السنين المتواصلة. نعم ينقصنا الأساسات والركائز التى تعتمد عليها أى أمة فى نموها وتقدمها والأكثر فى استقرارها ودوامها.
كنت أتأمل الحضارة الفرعونية التى يراها سائر البشر الآن أقوى وأعظم حضارات الإنسان، وكنت أسأل نفسى سؤالاً بسيطاً أظنه جال بخاطر الكثيرين منا، ألا وهو ما سبب استمرار هذه الحضارة لآلاف السنين وعلى مدار العديد من الأسر الفرعونية الحاكمة؟ فى حين أن هذه الحضارة مرت بالكثير والكثير من العصور المتلاحقة والتى توالت فيها مراحل الازدهار ومراحل الاضمحلال، ولكن الشىء الوحيد الثابت هو استمرار هذه الحضارة لآلاف السنين بل لا أعتبر نفسى مبالغاً لو قلت إنها استمرت وما زالت مستمرة حتى الآن.. السبب فى استمرار هذه الحضارة العظيمة لم يكن إلا بسبب الارتكاز على أساسيات وقواعد منذ نشأة الإنسان المصرى القديم وأهم هذه القواعد هى "العمل" فى كل الأحيان وكل الظروف وكل المجالات ولا يتوقف الأمر عن حد العمل فحسب، ولكنه امتد شيئاً فشيئاً إلى أن وصل إلى "الإبداع فى العمل" وهنا فى كلمة "الإبداع" تكمن الحضارة المصرية القديمة أم حضارات الدنيا التى كانت مبدعة فى كل شىء فى اللغة والعادات وتنظيم الحياة وإدارة الشئون الحياتية والإدارية مع الشعوب المجاورة.
يعد نموذج "بروس توكمان" من أحد أشهر وأقوى النماذج فى العالم التى وضعت لتنمية المجموعات ووضعت أساسات تفصيلية ترسم الطريق واضحاً ومبسطاً لأى مجموعة من البشر ترغب فى العمل فى فريق أو لتأسيس مجموعة أو حتى أمة متكاملة تقوم على أساس العمل الجماعى، وهو الشىء الذى ينقص أمتنا بصورة مستفزة فى عصرنا الراهن.
ويقوم النموذج على أربع نقاط أساسية أستعرضها باختصار شديد فى هذه السطور القليلة القادمة:
مرحلة التكوين: وهنا يبدأ الفريق فى التجمع ودراسة الفرص والتحديات فى الفترة القادمة والاتفاق على الأهداف ويجب أن يكون قائد الفريق فى هذه المرحلة قائداً إدارياً وتوجيهياً بصورة كاملة.
مرحلة الثورة "الاقتحام": وهى المرحلة التى تظهر فيها أفكار كثيرة متنافسة ولا يخرج الفريق من هذه المرحلة إلا بأيدى أفراد الفريق أنفسهم ودرجة تعاونهم وبداية نضوجهم الفكرى وقدرتهم على الاستماع إلى أفكار بعضهم وتتسم هذه المرحلة بالإثارة والفاعلية الشديدة.
مرحلة النموذجية: يبدو أعضاء الفريق فى هذه المرحلة كالسائل المرن، كما لو كانوا يعزفون سيمفونية متكاملة، وذلك بالاتفاق على قواعد وقيم وتصرفات احترافية وأدوات للعمل وطرق مشتركة وثقة متبادلة وتزداد فى هذه المرحلة الإثارة والفاعلية.
مرحلة الإنجازات: وهنا يبدأ العمل كوحدة واحدة ويتم إنجاز العمل بصورة سهلة ومبسطة وسلسة ويتسم أعضاء الفريق فى هذه المرحلة بالخبرة والمعرفة والتفهم الشديد لمتطلبات المرحلة وطرق إنجازها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة