محمد حمدى

أنفلونزا الوطنى!

السبت، 07 نوفمبر 2009 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حضر المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى نحو أربعة آلاف عضو وثمانمائة صحفى وعدة مئات من العاملين ومثلهم من قوات الأمن التى تولت تأمين المؤتمر وحراسته، واستمر المؤتمر أربعة أيام كاملة، وأقيمت الجلسات فى قاعة واحدة، ومع ذلك لم يصب اى شخص بأنفلونزا الخنازير.. وهذا راجع إلى وجود كامبرات حرارية ترصد درجة حرارة الأجسام، وتظهر الكاميرا أى ارتفاع فى درجة الحرارة حتى ولو كنت نصف درجة فقط.. لذلك لم تظهر أية إصابة بالأنفلونزا خلال المؤتمر.

فإذا كان يمكن السيطرة على انتشار أنفلونزا الخنازير بمثل هذه الدرجة، ومنعها من التسلل للتجمعات فلماذا لا تقوم الحكومة بنفس الإجراءات التى اتبعتها فى مؤتمر الوطنى فى كافة الأماكن الأخرى التى تشهد تجمعات كبيرة مثل مبنى التليفزيون الذى يعمل به ستين ألف شخص، ومبنى مجمع التحرير الذى يتردد عليه يوميا عشرات بل مئات الآلاف.. ولماذا لا توضع مثل هذه الكاميرات الحرارية على أبواب المدارس والجامعات لحماية أبنائنا من انتشار الفيروس؟

زمان كانت هناك نكتة شائعة تقول أن رئيس الجمهورية جلس يتنصت على اجتماع مجلس الوزراء فسمع المجلس وهو يقسم الميزانية ويقول رئيسه هذا لنا وهذا للشعب.. فابتسم وقال إنها حكومة متوازنة لأنها تقتسم مع الشعب وحين دخل وجد كومة عالية جدا من المخصصات للحكومة وكومة لا تكاد ترى للشعب.

وطبعا النكتة فيها الكثير من المبالغة لكنها تشير إلى استئثار الجهات الحاكمة بالكثير لها على حساب الشعب مثلما هو الحال فى خطة توزيع مصل الوقاية من أنفلونزا الخنازير والتى تشمل أولا العاميلن بالصحة والمرافق الحيوية والجهات التنفيذية وقوات الأمن والشرطة والإعلاميين قبل النظر أولا للفئات التى تحتاج مثل هذا التطعيم قبل غيرها مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب أمراض تؤثر على قدرة جهاز المناعة لديهم على مقاومة المرض.

وهو نفس الأمر الذى ينطبق تماما على أجهزة الكشف الحرارى عن الأجسام والتى توجد فى المطارات والموانىء وتم استخدامها فى مؤتمر الحزب الوطنى، بينما بدأ الفيروس ينتشر مثل النار فى الهشيم فى المدارس.

لا أعرف ما هو سعر هذا الجهاز بالتحديد، لكن قد يكون التوسع فى شرائه مهما كن ثمنه لا يقارن بما تؤدى له الأنفلونزا من حالات رعب بين الناس ومن تعطيل الدراسة فى المدارس والجامعات، وربما من توقف المصانع والوحدات الانتاجية بعد ذلك حين ينتشر الفيروس كما هو متوقع فى ديسمبر ويناير وفبراير... حتى لا يقول الناس بعد ذلك هذا لهم .. وهذا للشعب!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة