لوفيجارو: إعلان عدم ترشيح أبو مازن مناورة سياسية ورسالة لحماس

الجمعة، 06 نوفمبر 2009 08:14 م
لوفيجارو: إعلان عدم ترشيح أبو مازن مناورة سياسية ورسالة لحماس عدم ترشيح أبو مازن مناورة سياسية
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تعليقها على إعلان الرئيس الفلسطينى محمود عباس عدم المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، لم تستبعد صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن يكون هذا القرار قد جاء فى إطار تكتيك سياسى وخطوة أولى نحو استخدام سلاح الردع السياسى بعد التصريحات الأخيرة لرئيسة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون.


تقول الصحيفة إن محمود عباس، فى محاولة للخروج من المأزق قد لجأ لما يسمى بـ "تكتيك الصدمة" بإعلانه فجأة عدم المشاركة فى انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، المقرر عقدها فى 24 يناير، على الرغم من أن محمود عباس هو الذى قد حدد بنفسه موعد هذه الانتخابات قبل أسبوعين. وقد جاء هذا الإعلان خلال اجتماع لمنظمة لتحرير فلسطين التى تمثل جميع الفلسطينيين، سواء أكانوا المقيمين فى الأراضى الفلسطينية أو فى جميع أنحاء العالم. وقد قال على الفور العديد من القادة الفلسطينيين الذين لا يرون إمكانية حدوث الانتخابات دون وجود الرئيس الفلسطينى المنتهية ولايته، أنهم ضغطوا على عباس للعدول عن قراره.

وفى تحليله للموقف، يشير الخبير السياسى خليل شاهين للصحيفة أن محمود عباس غاضب بحق من تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون التى صدرت عنها فى نهاية الأسبوع الماضى فى القدس، والخاصة بدعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو الذى يريد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شرط تجميد المستوطنات، الأمر الذى يعكس تراجعا فى موقف باراك أوباما. وعلى الرغم من أن هيلارى كلينتون قد تراجعت، إلا أن كلماتها مازالت تثير اضطراب الرئيس الفلسطينى الذى قال لزعماء منظمة التحرير الفلسطينية إنه يرى أن البرنامج الذى انتخب على أساسه قبل خمس سنوات، أى عملية السلام مع إسرائيل، قد حقق فشلا.

ويستكمل شاهين قائلا، إن عدول عباس عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية هى رسالة موجهة أيضا إلى "الأشقاء العرب"، حيث بدا أيضا وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط يوم، الأربعاء، الماضى وقد تخلى عن شرط تجميد المستوطنات، عندما دعا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى التركيز على الهدف النهائى بدلا من إضاعة الوقت فى المطالبة بشىء أو بآخر. كما ظهر تراجع أبو الغيط يوم أمس، الخميس، عندما قال إن "بدء المفاوضات سيتأتى إما مع التجميد الكامل للمستوطنات، الذى مازلنا نطالب به، وإما مع الحصول على ضمانات لا لبس فيها بأن الدولة الفلسطينية ستقام على حدود 1967، بما فيها القدس".

وتضيف الصحيفة أن محمود عباس قد يرغب أيضا من خلاله قراره هذا بإرسال رسالة إلى حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة، لاسيما وأن المفاوضات من أجل المصالحة التى ترعاها مصر متعثرة، وأن قرار محمود عباس الذى يعتبر نفسه ذا شرعية على مستوى جميع الأراضى الفلسطينية، بإجراء الانتخابات فى يناير، بما فى ذك فى غزة، قد قوبل بالرفض من قبل حركة حماس، التى كانت تفضل شهر يونيو.

ومع ذلك، كما تقول الصحيفة إذا كانت المفاجأة التى فجرها محمود عباس لا تخلو من تكتيك سياسى، وإذا كانت هذه ليست المرة الأولى التى يهدد فيها رئيس السلطة الفلسطينية بالاستقالة، إلا أن هذه المرة تأخذ أبعادا أخرى. فقد هدد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، قبيل يوم واحد، بتعطيل السلطة الفلسطينية وحل إقامة دولتين، إذ ينبغى على الفلسطينيين التوصل إلى حل إقامة دولة واحدة، حيث يكون فيها المسيحيون واليهود والمسلمون على قدم المساواة.

وهذه ليست أيضا المرة الأولى، كما تشير الصحيفة، التى يلوح فيها الفلسطينينون بهذا التهديد. حيث إن رفض محمود عباس المشاركة فى انتخابات يناير تبدو كخطوة أولى نحو استخدام سلاح الردع السياسى الذى حتى ولو لم يتم استخدامه فسيترك هذا الموقف الأخير بلا شك آثاره بشأنها.

يقول خليل شاهين إن قول عباس أمام منظمة التحرير الفلسطينية بأن عملية السلام قد فشلت يعنى أنه قد ذهب بعيدا جدا، لكنه لم يناقش سياسات بديلة لها. فهل يثبت هذا أن الرئيس الفلسطينى لا يزال يأمل فى أن تمارس الولايات المتحدة ضغوط قوية على إسرائيل؟ من دون شك، "لكن إذا لم يُسمع له بهذا الشأن، فعليه وضع خطط جديدة للعمل، لا يمكنها الاستناد إلا على المقاومة الشعبية"، كما يخلص شاهين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة