علقت صحيفة "فايننشال تايمز" على إعلان الرئيس الفلسطينى محمود عباس عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة فى يناير المقبل، ورأت أنه علامة على الإحباط الذى يعانى منه "الزعيم المخضرم" بشأن عدم إحراز تقدم فى عملية السلام، مضيفة أن هذا القرار لن يكون له تأثير فورى على الأقل، لأنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الانتخابات ستجرى فى موعدها.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض المحللين رأوا أن هذا الإعلان كان على الأقل يهدف إلى فرض ضغوط دبلوماسية على الولايات المتحدة، وأن عباس ربما يكون مقتنعاً بالاستمرار. وتوقعت الصحيفة أن تكون هذه الخطوة إنذاراً لواشنطن والعواصم الغربية الأخرى التى تنظر إلى عباس باعتباره الشخص الفلسطينى الأساسى المؤيد للحل السلمى للصراع مع إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن انسحاب عباس قد يُنظر إليه من قبل فلسطين والعالم العربى بأنه دلالة على أن المفاوضات مع إسرائيل قد فشلت، الأمر الذى يمهد الطريق "لمزيد من التشدد" على حد تعبيرها.
بينما ذهبت "نيويورك تايمز" إلى أن إعلان زعيم السلطة الفلسطينية، محمود عباس أنه لا يريد الترشح لفترة رئاسة ثانية، سيدفع احتمال إحلال السلام فى الشرق الأوسط إلى وجهة مجهولة، كما يفتح المجال أمام معركة الخلافة فى حركة فتح العلمانية، وهو الأمر الذى سيصب فى نهاية المطاف فى مصلحة غريمتها "حماس".
وتشير الصحيفة إلى أن احتمال تنحى عباس يزيد من احتمالات ترشح مروان البرغوثى لرئاسة السلطة الفلسطينية. ويعزى عباس أسباب قراره إلى الجمود الذى أصاب مباحثات السلام، ولكن خطابه على شاشة التليفزيون أثار احتمالات أن قراره ليس نهائيا، وإنما كوسيلة لدفع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية فى اتجاه التوصل إلى تسوية.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "التليجراف" إن "عباس يشعر أنه تعرض للخيانة من قبل باراك أوباما"، مشيرة إلى أنه فى ظل صداقة شخص مثل أوباما يشعر عباس أنه لا يحتاج لأن يكون لها أعداء كثر، وتمضى الصحيفة فى القول إن عباس حليف حيوى للولايات المتحدة وهو المسئول الوحيد فى الأراضى المحتلة التى تستعد إسرائيل للتفاوض معه، غير أن البيت الأبيض لم يقدم له الكثير.
فقد حصل عباس على بعض الدعم مؤخرا من خلال "مؤتمر ناجح لحركته فتح"، وتحسن ملحوظ فى الاقتصاد، وهو الأمر الذى أقنع العديد من الفلسطينيين بتحويل دعمهم من حركة حماس الإسلامية إلى قيادته الحديثة.
إلا أن الصحيفة ترى أن كل ذلك قد انهار خلال أيام قليلة من شهر كتوبر الماضى، فقد تراجعت شعبية عباس بين الفلسطينيين بعد أن اضطر تحت ضغوط أمريكية إلى سحب تأييده لتقرير "جولدستون" الذى يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها ضد حماس فى غزة العام الماضى.
وترى الصحيفة أن فرصة عباس الأخيرة لتهدئة الفلسطينيين كانت "تحقيق نصر فى مطلبه بتجميد المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية مقابل استئناف المفاوضات"، إلا أن الولايات المتحدة تركت عباس يائساً وتعطلت عملية السلام، ولذلك فإن إعلانه عدم ترشحه سيجعل أمريكا تصلى بأن يعدل عباس عن رأيه.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
صحافة عالمية: انسحاب عباس من الرئاسة يمهد الطريق لمزيد من التشدد
الجمعة، 06 نوفمبر 2009 08:00 م
انسحاب عباس يمهد الطريق لمزيد من التشدد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة