انشغاله بالعمل العام لم يجعل درج مكتبه خاويا من حبه الأول الأدب والكتابة ثلاث مسودات، لثلاثة أعمال أدبية جديدة سوف يعمل عليها قريبا، لكنه لم يحدد أيهما سوف يبدأ به، أكد أن الجنس الأدبى هو الذى يختار الكاتب وليس العكس، والجائزة التى ذهبت إليه هى أيضا اختارته، تقديرا لمساهماته الأدبية وخدماته للحياة الأدبية فى الطريق إلى المطار، اليوم السابع التقى محمد سلماوى قبل سفره إلى أكرا ليتسلم جائزة اتحاد كتاب أفريقيا، المقرر منحها له يوم السبت القادم 7 نوفمبر القادم عن مشروع سلماوى الإبداعى، وهذه الجائزة التى لم يحصل عليها مصرى من قبل كان لليوم السابع مع محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر هذا الحوار.
كيف تم ترشيحك للجائزة؟
الجوائز الكبيرة لا يتقدم لها أحد بنفسه، وإنما يكون الترشيح على مستوى سرى، والحقيقة لا أعرف من قام بترشيحى، لكن ما فهمته من الرسالة التى تلقيتها أنهم يقومون كل عام باختيار مجموعة من الكتاب الأفارقة، والمعيار أن يكون لهم إنجاز كبير مرموق فى الإبداع الأدبى، والعمل العام فى المجال الثقافى.
هل كان هناك منافسون كثيرون تم الاختيار من بينهم؟
هذه معلومة أيضا لا أعرفها، لكن خطاب رئيس اتحاد الكتاب الأفارقة خصنى بإلقاء خطاب الافتتاح، وأعتقد أن الفائزين الآخرين لن يشاركونى إلقاء هذا الخطاب.
هل يهتم الأفارقة بالأدب العربى ورموزه؟
هم لديهم هذا الاهتمام وهناك علاقات بيننا وبينهم ووقعنا اتفاقيات ما بين اتحاد كتاب مصر، وبعض اتحادات الكتاب فى أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، هم شغوفون جدا بأدبنا، ويعتبروه أدبا عربيا أفريقيا، لكن شكواهم الدائمة أن هذا الأدب لا يصلهم بالشكل الكافى، ونحن نتحمل الكثير من المسئولية عن هذه القطيعة، لأننا نهتم بالتواصل أكثر مع الغرب، وهى آفة من آفات الفكر العربى، حتى أننا نطلق على أى زائر من الخارج كلمة "العالمى" فنقول الكاتب العالمى، اللاعب العالمى، لكن العالم ليس أوروبا فقط، وإنما أمريكا اللاتينية، آسيا وأفريقيا، وكان ذلك واضحا جدا فى انتخابات "اليونيسكو"، فنحن لا نلجأ للأفارقة إلا لما نحتاج لهم، وأفريقيا قارة كاملة كبيرة، فيها أفريقيا الفرانكفونية التى تتحدث دولها الفرنسية، وهناك دول أخرى تتحدث الإنجليزية.
وما خطواتنا التى سنخطوها نحوهم؟
هناك عدد من الخطوات سنقوم بها للاقتراب منهم، فهناك اتفاقية بصدد توقيعها ما بين اتحاد الكتاب العرب، واتحاد كتاب أفريقيا بوصفهما اتحادين إقليمين كبار، وستنص هذه الاتفاقية على إقامة مؤتمرات مشتركة بشكل دورى وتبادل للزيارات، وكذلك الترجمة المتبادلة.
ولماذا تذكر الاتحاد الأفارقة الآن ولم يتذكرهم من قبل؟
للأسف سنوات السبعينات كانت هى السبب فى القطيعة بيننا وبين الأفارقة، لكن لا أحد ينكر أن مصر كان لها دور كبير فى عصر الستينات فى تحريك الثورات وحركات التحرير داخل أفريقيا، وهو ما تراجع خلال عصر السادات، وسمح لإسرائيل بأن تدخل هناك وتحاربنا حرب شرسة على المياه، وجعلها تنفرد ببناء السدود هناك، عموما نحن من يجب أن يبدأ بالتواصل، وكنت أحب أن تركز مشروعات الترجمة على أعمال الأدباء الأفارقة، وكذلك أن تصدر ترجمات لأعمال أدباءنا فى دولهم.
لكن مشروع سلسلة الجوائز بهيئة الكتاب يترجم بالفعل بعضها؟
لا أعرف ذلك، لكنها فرصة انتهزها وأدعو من خلالها كل جهات الترجمة فى مصر سواء أكانت هيئة الكتاب، أو المركز القومى للترجمة، وكل المؤسسات المعنية بالنشر، أن تقوم بالتواصل مع القارة الأفريقية، لأننا فى أى محفل دولى لا نجد حلفاء حقيقيين مثلهم، هم والآسيويون والأصدقاء فى أمريكا اللاتينية، حلفاؤنا الحقيقيين، وليس أوروبا ولا أمريكا.
هل ستدفعك مثل هذه الجوائز فى طريق العمل الثقافى العام بعيدا عن طريق الإبداع؟
كل الجوائز التى حصلت عليها كانت على الكتابة والإبداع، صحيح أن اهتمامى الآن منصب على العمل العام، واتحاد الكتاب، وقد حصلت على جائزة فارس من الحكومة الفرنسية، وقائد كبير من الإيطالية، كما حصلت على جائزة الملك ليبول من ملك بلجيكا، لكن أعمالى المسرحية حصلت على جوائز كثيرة أيضا، منها جائزة جرش عن سالومى عام 1988، وجائزة أفضل مسرحية أجنبية عن "الجنزير"، وعزائى فى ابتعادى عن الكتابة حاليا أن هذه المناصب التى أتقلدها ليست دائمة، أنت تعلم أن المناصب الرئاسية فى مصر ليست دائمة، لكنها مسئولية يجب أن أتفرغ لها.
إذن فقد أجلت الكتابة حتى نهاية فترة رئاسة الاتحاد؟
لم أتخذ هذا القرار، صحيح أن إنتاجى أقل بكثير، لكنى سأعود بشكل كبير للعمل الأدبى، وهناك ثلاث مسودات لأعمال جديدة، عملين مسرحيين، ورواية.
ماذا تصنف نفسك كاتب مسرحى، أم قاص؟
أنا أعتبر نفسى كاتبا مسرحيا، وإنجازى الأكبر كان فى المسرح، واستخدمت لأول مرة وبشكل واسع تقنيات مسرح العبث فى مسرحى، وتعرضت لقضايا هامة مثل الحريات والإرهاب، وكان هناك دراسات أكاديمية عن هذه الأعمال المسرحية، منها ما ناقشته جامعة ليد البريطانية، ومع ذلك الرواية تشاغلنى كثيرا، فرواية "الخرز الملون" كانت روايتى الأولى، وأتطلع لكتابة واحدة جديدة، أما القصة القصيرة فهى ملازمة لى دائما، صدرت لى 6 مجموعات كان آخرها "إيزدوردا والأتوبيس" عن المصرية اللبنانية.
وما أول عمل فى الثلاثة ستبدأ به؟
لست أنا من يحدد، وإنما الكتابة هى التى ستختارنى، فالكاتب لا يختار ما يكتب فيه، وإنما العمل هو الذى يختاره، فقد يكون هناك رواية تطاردك وتلح عليك، حتى تنتهى منها، والكاتب فى هذه الحالات مسّير وليس مخيرا.