استكمالا للتقليد الذى أرساه معرض القاهرة الدولى للكتاب واستضافته لكل من إيطاليا وألمانيا والإمارات وبريطانيا كضيوف شرف فى كل دورة تم اختيار روسيا هذا العام لتكون كضيف شرف الدورة 42 وتأمل روسيا بحسب تصريح "أحمد صلاح زكى" المسئول عن المعارض بوزارة الثقافة أن تعكس مدى ثقلها على الساحة الثقافية الدولية، وأن تستعيد مجدها الثقافى، وهذا ما أشاد به الكاتب إبراهيم عبد المجيد قائلا، "خبر اختيار روسيا فى معرض الكتاب جعل بدنى يقشعر لما لهذا الأدب من مكانة، فمازلت أتذكر حتى الآن الليالى التى قرأت فيها الأعمال الروسية، والحالة التى كانت تصيبنى آنذاك فجعلتنى أتأثر به واستوحى منه فى كتابة أعمالى، فالأدب الروسى غيَّر مسار البشرية تماما وتأثيره عظيم جدا على الأدب المصرى والسينما المصرية، ولا أظن أن مشاركة روسيا ستقلل من فرص الأدب المصرى فى المعرض، بل علينا أن نطلع على آخر إصداراتهم وإنجازاتهم".
واتفق معه الشاعر شعبان يوسف، مشيرا إلى أن اختيار الهيئة المصرية العامة للكتاب روسيا للمشاركة فى معرض الكتاب هذا العام كان اختيارا موفقا خاصة مع تزايد حركة الترجمة التى شهدتها السنوات الأخيرة من القرن العشرين.
وأضاف "نجحت روسيا أن تحتل مرتبة متقدمة فى قائمة أكثر أنواع الأدب تأثيرا فى الثقافة العالمية وجاء بعدها الأدب الانجليزى والفرنسى، والدليل على ذلك ترجمة الكاتب عباس حافظ لبعض الروايات الروسية على صفحات البلاغ فى فترة العشرينات، بالإضافة للأعمال الروسية المقدمة فى شتى المجالات".
وتابع "وما يثير مخاوفى شىء واحد هو أن تفشل الهيئة فى إدارة المعرض، وتركز فقط على عرض الأعمال الحديثة متجاهلة عظماء الأدب الروسى مثل تشيكوف ودستوفيسكى أو إعادة طبع أعمالهم المندثرة، ولا أظن أن الهيئة ستفعل ذلك بشكل جيد إن لم تكن واعية بمكانة وعيون الثقافة الروسية، ولأن الهيئة للأسف تتراجع مكانتها يوما بعد يوم وخاصة فى مرحلة الفشل التى عاصرناها أيام المرحوم ناصر الانصارى".
وقال الكاتب محمد البساطى "روسيا أثرت فى كل آداب العالم ومازالت تتصدر الإصدارات الأدبية الكبرى، وأنجبت أسماء استحالة أن تتكرر الآن، حيث شهدت روسيا فترة فريدة من نوعها جمعت كوكبة من الكتاب العظام لا يوجد أحد فى مستواهم، وظهر تأثر الكتاب المصريين بأسلوبهم فى الكتابة مثل يوسف إدريس وتأثره بتشيكوف".
وأضاف "لا أعتقد أن الأدب المصرى سيتأثر، لأنه ضعيف من البداية ولا يقارن بالروس، على الرغم من بعض الشخصيات الفريدة مثل نجيب محفوظ وغيره التى تمثل تاريخه، ولكن من الصعب أن نضعهم فى المقارنة نفسها، وكان اختيارا موفقا من الهيئة، ولكنه متأخر وعلى العموم أن يأتى متأخر خير من ألا يأتى"