اهتمت صحيفة واشنطن بوست بتسليط الضوء على الجهود الأمريكية الحثيثة لإحلال السلام "الضال" فى الشرق الأوسط، وفض النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقالت إن الرئيس "أوباما" عندما تسلم مقاليد الحكم قبل تسعة أشهر أكد على أنه سيسعى جاهداً للتوصل إلى حل جذرى لصراع الشرق الأوسط المحتدم، ولكن يرى المحللون والدبلوماسيون أن جهود الإدارة تعثرت جزئياً بسبب أخطائها الخاصة.
وتشير الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية، "هيلارى كلينتون" أوضحت خلال زيارتها إلى الشرق الأوسط التى انتهت أمس، بأن المسئولين الأمريكيين يروجون الآن لخطة جديدة أطلقوا عليها "خطوات الأطفال"، وتقتضى عقد مباحثات على مستوى أقل للجمع بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على طاولة واحدة لإجراء مفاوضات مباشرة.
ولكن على ما يبدو، تغيرت أساليب الإدارة الأمريكية وبدأت مرحلة جديدة بعد أن عين الرئيس "أوباما" مبعوثا خاصا للشرق الأوسط، وحاول قلب الصفحة فى بداية حكمه. وترى الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" الذى كانت تريد الإدارة الأمريكية تقويضه، بات أكثر قوة من أى وقت مضى منذ تسلم "أوباما" لمقاليد الحكم، بينما بات محمود عباس، زعيم السلطة الفلسطينية التى كانت ترغب الإدارة فى تعزيزه، أكثر ضعفاً.
وأشارت الصحيفة فى تقرير آخر نشرته فى عددها أمس إلى أن إدارة الرئيس "باراك أوباما" لم تعد ترجح استئنافا مبكرا للمباحثات بين طرفى نزاع الشرق الأوسط فى المستقبل القريب، وهو ما رأت فيه الصحيفة إقرارا من الإدارة بقصورها فى الوقت الراهن عن بلوغ واحد من أهم أهداف سياستها الخارجية.
وتقول الصحيفة من ناحية أخرى، إن دبلوماسية الشرق الأوسط تتسم دائماً بالصعوبة، خاصة عندما تميل الحكومة الإسرائيلية الحالية باتجاه اليمين، فى حين أن الحكومة الفلسطينية مقسمة بشكل خطير بين الحزب العلمانى فى الضفة الغربية والحركة الإسلامية فى قطاع غزة، ولطالما عكفت الإدارات الأمريكية على التوصل إلى حل لهذا النزاع الضارى الذى أرهق الشرق الأوسط.
وتنقل واشنطن بوست عن غيث العمرى، مستشار سابق لمحمود عباس، ورئيس فريق العمل الأمريكى للعمل فى فلسطين، قوله إن "الموقف معقد للغاية لدرجة أن أى نهج تتبعه الإدارة سيؤدى فى نهاية الأمر إلى صعوبات كبيرة". وأكد العمرى أن الأوضاع تحسنت بشكل كبير خلال التسعة أشهر الماضية، على رأسها الضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول فكرة المباحثات فى المقام الأول، فالمباحثات ستبدأ عاجلاً أم آجلاً، وذلك لأن الإدارة الأمريكية لم تتردد فى مواصلة المحادثات المباشرة مع الجانبين.
وفى الوقت ذاته، يصر المسئولون الأمريكيون أن الإدارة تمكنت من تحقيق الكثير من التقدم وراء الكواليس، وأنها لن تهاب مواجهة العقبات الحالية.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
واشنطن بوست: أخطاء الإدارة الأمريكية وراء تعثر السلام
الخميس، 05 نوفمبر 2009 01:58 م
أخطاء الإدارة الأمريكية وراء تعثر إحلال السلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة