كم تكلفت الدولة نتيجة حادث العياط؟ لقد راح ضحيته أرواح وهذه لا تقدر بقيمة ويمكن أن نضع أمامها ما لا نهاية، وبالتالى أى خسارة مادية أخرى تساوى صفرا، التحقيقات جارية ولكن واضح أن العامل البشرى هو السبب.
ما هى مؤهلات سائق القطار؟ وما هى الدورات التى اجتازها؟ وما هى الوسائل المستمرة لتأهيله لتحمل المسئولية؟
أذكر أيضا أنه كان قد رسا على الشركة التى كنت أعمل بها مشروع توسعة وتعميق قناة السويس، وكان العمل يحتاج معدات ضخمة لم يسبق استخدامها فى مصر، وفى أول اجتماع للمرحوم المهندس عباس إبراهيم بالمهندسين المرشحين للعمل بالمشروع دعاهم لأن يستعدوا للسفر للتدريب على قيادة وصيانة المعدات بالمصانع المنتجة وكان 5 يونيو موعدا لزيارة الموقع وكانت نكسة 67 سبباً فى إلغاء المناقصة.
إن فى مصر آلاف المهندسين بلا عمل لماذا لا يتم تدريب وتأهيل من يرغب منهم للعمل قى قيادة وتشغيل القطارات وسيكون لديهم القدرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة، ولنا فى قيادة الطائرات مثالاً، مع وضع كادر خاص للإدارة الهندسية لتشغيل وصيانة القطارات يتناسب مع حجم المسئولية وما سيترتب عليه من تحسين صورة السكك الحديدة كمرفق هام من مرافق الدولة.
لقد درسنا فى كلية الهندسة مادة هندسة السكة الحديد، وتعلمنا أن وسائل أمان قطارات السكة الحديد تصل إلى درجة عدم إمكانية تعرضها لأى حوادث نتيجة العامل البشرى وذلك بمالاوينات وسيمافورات يتم التحكم فيها من خلال البلوكات، كان ذلك منذ تصف قرن قيل ثورة تكنولوجيا المعلومات الحالية.
لم تبخل الدولة بأى اعتمادات تم طلبها للتطوير، وبناء عليه فإن أصابع الاتهام تشير إلى المسئول الأول عن النقل، أما كل القيادات التى تمت إحالتها للتحقيق فما هى إمكانياتها وسلطاتها على التغيير؟
المهندس الاستشارى توفيق ميخائيل