وصف القاص السورى زكريا تامر القصة القصيرة بالخبز والرواية بالوردة فى كلمته التى ألقاها أمس الأربعاء فى حفل ختام ملتقى القصة القصيرة العربى الأول، بعد أن تسلم جائزته وقال فى هذه الكلمة: كل الأجناس الأدبية وجدت لتبقى وتستمر وتتطور، الرواية، الشعر ، القصة، المسرحية، وكل جنس له خصائصه ومزاياه، وقدرته التعبيرية وآفاقه الفنية، وله أيضا كتابه، بعضهم يختاره مصادفة، ثم يهجره إلى جنس آخر، وبعضهم يختاره ويظل مخلصا له، مادام مالكا القدرة على التعبير، وأظن أنى واحد من القلائل فى الوطن العربى الذين اختاروا القصة القصيرة ولا أكتب غير القصة القصيرة، ولا أنوى كتابة غير القصة القصيرة، وعندما يسألنى أحدهم لماذا لا تكتب رواية، أدهش وأراه كمن يسأل صانع الخبز لماذا لا تزرع وردة، ومن المؤكد أن استمرارى فى كتابة القصة القصيرة لا يعنى موقفا معاديا للأجناس الأدبية الأخرى، بل لأنها لا تزال بالنسبة إلى شكل فنى قادر على التعبير عما أريد قوله، ولا أعتقد أن القصة فى الوطن العربى هى فى أزمة، فهى ليست موضة تستنفذ لتحل محلها موضة أخرى، كل الأدب الجاد فى الوطن العربى مهمل منبوذ وضيف غير مرحب به فى وسائل الإعلام، وليست القصة القصيرة وحدها، وانعقاد ملتقى القاهرة الأولى للقصة القصيرة العربية هو خطوة بالغة الأهمية تهدف إلى أن تسترد القصة القصيرة بعض بهائها المفقود وما تستحقه من مكانة فشكرا للمجلس الأعلى للثقافة صاحب هذه المبادرة وشكرا لرئيسه ولأمينه العام وشكرا لكل من منحنى ثقته واختارنى لنيل الجائزة، فهذا تكريم للجائزة وتكريم لكل من يبدع ولا يقلد.
ما قاله زكريا تامر جعلنى أتخيله واقفا أمام فتحة الفرن، صابرا يتلقى وهجه وحرارته، ويتحمل كل ذلك بعيدا عن صخب وجدل لا ينتهى حول هذا الفن، حوّل زكريا تامر القصة إلى سلاح مسنون ينفلت به من سطوة المراقبين، ومصادرة الحاكم لما ينتقده، ويوجه به إلى من يشاء ضربات فى مقتل.
الناقد محمود الربيعى ذكر فى حيثيات منح الجائزة، أن زكريا تامر قد أستطاع أن يخلخل الأرض تحت أقدام الجبارين وأن يفضح زيف المزيفين عندما تبنى فن السخرية منهجا فعالا لعمل ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة