فجأة قفزت أخبار الوزراء الأقرب للخروج من الحكومة والمرشحين لخلافتهم إلى الصفحات الأولى من الصحف اليومية والأسبوعية، إلا أن كل التكهنات التى ترددت حول تعديل وزارى مرتقب جاءت وكأنها تلميحات من الأسفل إلى الأعلى.. من الصحف إلى القيادة السياسية وليس العكس كما هو متبع.
التبرير الأكثر منطقية لذلك هو أن خطوطا مباشرة للاتصال فتحها عدد من الوزراء ومساعديهم مع رؤساء تحرير بعض الصحف، خاصة تلك الموالية لأمانة السياسات كجريدة "روز اليوسف" أول من تكهنت بتعديل وزارى فى اليوم الذى تلا استقالة محمد منصور من وزارة النقل، مستندة إلى أنباء تتردد بقوة داخل أروقة الحزب الوطنى.
خطوط الوصل تلك التى أصبحت مفتوحة بين الطرفين طوال 24 ساعة خلال الأيام الماضية، كانت بادية فى عدد من الأسماء التى رشحتها الصحف للتعديل الوزارى، وكانت أقرب إلى الأمانى منها إلى الحسابات المنطقية، فوزارة النقل وحدها ظهر لها 3 مرشحين لا تربطهم بها أى صلة، سوى أن الصحف أفادت بلقاء بعضهم سراً بالدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فى مكتبه بالقرية الذكية، وهم الدكتور أحمد زكى بدر رئيس جامعة عين شمس، وعلاء فهمى رئيس هيئة البريد، وإبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب.
كل هذه الترشيحات والتكهنات التى انهالت فجأة كانت صادمة لكبار مندوبى الصحف فى الوزارات، وكانت سببا كافياً لإحراجهم أمام مصادرهم، حين فوجئوا بحديث عن تغيير وزرائهم وهم آخر من يعلمون، وهو الأمر الذى أدخلهم، رغماً أنفهم، إلى منطقة التكهنات وارتداء ثوب العالمين ببواطن الأمور، فيكفى أن تسأل واحداً منهم حول كواليس التغيير فى وزارته أو المرشحين لتوليها لينهال عليك بعدد مما يحسبه "أسرار" عرفها من "مصادر عليمة ومقربة من دوائر صنع القرار" أو استقاها من النميمة المتناثرة خلف أبواب مكاتب الوزارة، أو حتى استنبطها من التوتر البادى على وجه الوزير أو الكآبة التى تفوح من أجواء مكتبه، إلا أن خطورة الأمر تكمن فى تحول تلك التكهنات من خانة إبداء المعرفة، إلى خانة تصفية الحسابات فمن السهل جدا أن تكتب عن قرب تغيير وزير بآخر لمجرد أنك لا تقبله، ناهيك عن هؤلاء الذين لا يوجد "عمار" بينهم وبين الوزير، فيكون موسم التغييرات الوزارية مناسبا تماما لـ "الانتقام" من الوزراء.
ما تناساه المراهنون على التعديلات الوزارية المرتقبة هو أنهم اعترفوا بأن الأمر متروك للرئيس مبارك، ثم ركزوا على الوزراء الذين نالوا أكبر كم من الهجوم فى الفترة الأخيرة، بينما تركوا الدكتور أحمد نظيف الذى صبت فى حجره كل الهجمات التى طالت الحكومة فالرجل حين يتحدث يتعرض لنقد شديد، وحين يقرر يلقى هجوما لاذعا، وحينما يصمت يُتَهم بتجاهل مشاكل الشعب، فكان أولى بمن يضعون معادلات التغيير أن يضعوا نظيف على رأس القائمة لطالما لا يوجد مانع دستورى يحول دون تغييره.
موضوعات متعلقة..
◄ مزادات الصحف على التغيير الوزارى .." الشروق" : التعديل يشمل ٧ حقائب وزارية .. الدستور : خروج 8 وزراء من الحكومة ..الوفد : التغييرات تشمل 8 وزراء و10 محافظين .. والجميع يستندون إلى "مصادر موثوقة"
◄ شائعات التغيير الوزارى أشعلت حرب الاتهامات ضد المرشحين لخلافة «نظيف»
◄ موسم التعديل الوزارى.. مستشارون وقيادات أمنية سابقة وأساتذة جامعة ينتظرون "المكالمة المهمة".. اشحن البطارية يا باشا وخد التليفون معاك الحمّام
◄وزراء الزراعة والقوى العاملة والتربية والتعليم والصحة والطيران باقون بسبب الخطط "طويلة الأجل"
"تكتل" بين وزراء ورؤساء تحرير "أمانة السياسات" يقف وراء تكهنات التعديل الوزارى.. والصحف تتجاهل نظيف رغم أنه كان أكثر المرشحين للرحيل
الخميس، 05 نوفمبر 2009 09:16 م
التكهنات مستمرة حول التغيير الوزارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة