"الناشرين" يرفض قرصنة الجزائر على الكتب المصرية

يبدو أن الأجواء السياسية المشحونة والمتوترة بين مصر والجزائر بسبب مباراة المنتخبين المرتقبة فى الرابع عشر من نوفمبر قد ألقت بظلالها على الملف الثقافى، ففى واقعة غير مسبوقة أعلنت دار الشروق عن أن"المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية" التابعة للحكومة الجزائرية قد سطت على بعض الكتب التابعة للدار، فيما يعد اعتداء على ملكيتها الفكرية، وقامت بعرض بعض إصدارات الدار فى صالة معرض الجزائر الدولى للكتاب فى دورته المقامة حاليا، ومنها بعض أعمال الأديب الراحل نجيب محفوظ، ورواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان، وواحة الغروب للكاتب بهاء طاهر.

وأكد الأستاذ عصام شلبى، أمين اتحاد الناشرين المصريين لليوم السابع، أنه من المقرر عقد اجتماع يوم السبت القادم الموافق 7 من الشهر الجارى للبث فى قضية دار الشروق واعتداء إحدى المؤسسات الحكومية الرسمية الجزائرية، وأضاف شلبى أن المؤسسة بفعلها هذا ارتكبت خطأ كبيرا يتعارض تماما مع حقوق الملكية الفكرية، ومن حق دار الشروق أن تسحب أعمالها من المعرض وتوقف عرضها، وأضاف أن الهيئة ستخاطب الجهات المعنية هناك كوزارة الثقافة ووزارة الخارجية لوقف أى أعمال مماثلة، وتعجب شلبى من اعتداء هيئة تابعة لوزارة الثقافة وبمكانتها هذه وتقوم بعمل "قرصنة" كهذا.

واتفق معه الأستاذ شريف قاسم، السكرتير التنفيذى لاتحاد الناشرين العرب، مضيفا أن جرائم التزوير تلك ليست وليدة الفترة الحالية، وسبق أن حدث عرض مماثل لرواية شيكاغو للدكتور علاء الأسوانى الصادرة عن دار الشروق فى المكتبات المختلفة "هؤلاء الفرشجية يقومون بطبع كتب تحمل أسماء نفسها وأغلفة الكتب الأصلية، ويعرضوها على الأرصفة أو فى المكتبات الصغيرة".

وأضاف "يعرض الناشر المتضرر قضيته على الجهات المختصة بحماية حقوق الملكية الفكرية سواء فى اتحاد الناشرين العرب التى يرأسها المهندس خالد البلبيسى أو اتحاد الناشرين المصريين برئاسة الأستاذ خالد العامرى، ويقدم لهم نسخا من الكتب التى تم تزويرها والعقود التى تثبت أن له الحق الحصرى لنشرها، ونعرض شكوى رسمية للمحكمة ونتضامن مع المتضرر، وإذا ثبت صدق المتضرر يتم شطب اسم الجهة المتعدية من قائمة الاتحاد ونوقف التعامل معها تماما سواء فى معارضها أو أى أنشطة ثقافية تقدمها، ولدى أعضاء الاتحاد ميثاق شرف مهنى نلتزم بموجبه بحقوق النشر واحترام الحقوق الأدبية للمؤلفين".

وكانت دار الشروق قد أصدرت بيانا أمس، الأربعاء، أعرب فيه أحمد الزيادى مدير النشر بالدار عن غضبه من عرض أعمال الدار بدون علمهم أو حتى بموافقة المؤلفين.