>> داود عبدالسيد: إذا كانت الثقافة فضلت مهرجان فينيسيا.. فكيف تطلبون منى أن أفضل القاهرة؟
رغم حرص إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دروته الـ33 على مخاطبة العديد من صناع السينما المصرية وحثهم على مشاركة أفلامهم بالمسابقة الرسمية، إلا أنها لم توفق فى ذلك، وخرجت مصر من المسابقة الدولية لمهرجان يقام على أرضها ووسط جمهورها، ولم يجد د.عزت أبوعوف رئيس المهرجان مفرا من إعلان خلو المهرجان من أى فيلم مصرى بالمسابقة الرسمية واكتفى المبدعون المصريون بالمشاركة بفيلم واحد فقط فى المسابقة العربية بعنوان «هليوبوليس» إخراج أحمد عبدالله.
لكن اليوم السابع علمت أن شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان مازال يشاهد عدة أفلام، منها فيلم «عزبة آدم» رغم أن أبوعوف نفسه أعلن فى المؤتمر الصحفى رفض إدارة المهرجان للفيلم، لكن المخرج محمود كامل أكد لـ«اليوم السابع» أن رزق الله لم يشاهد الفيلم لكى يحكم عليه، وأنه لا يعلم لماذا صرح أبوعوف بذلك.
ومازال البحث جاريا عن فيلم مصرى فى ظل ما أرجعه البعض إلى هروب الأفلام المصرية من المهرجان مفضلة المشاركة فى مهرجانات أجنبية وعربية أخرى، ومن غير الواضح ما اذا كانت هذه رغبة الجهات المنتجة أم مخرجى الأفلام، خصوصا بعد أن تردد انسحاب فيلم «بالألوان الطبيعية» للمخرج أسامة فوزى وإنتاج كامل أبوعلى رغم حرص عزت أبوعوف رئيس المهرجان على طلب الفيلم للمشاركة، فضلا عن رفض الشركة العربية الموزعة لفيلمى «عصافير النيل» و«بنتين من مصر» مشاركتهما بالمهرجان، كما فضل صناع فيلم «رسايل البحر» لداود عبدالسيد المشاركة فى مهرجان برلين، وحتى وزارة الثقافة نفسها فضلت مشاركة فيلم «المسافر» بمهرجان فينيسيا السينمائى عن المشاركة فى مهرجان بلده.
الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان أكد لـ«اليوم السابع» انه لم يفقد الأمل حتى قبل بداية المهرجان ببضعة أيام فى مشاركة فيلم »عصافير النيل» خصوصا أن مخرجه «مجدى أحمد على» متحمس لذلك وهو مشارك فى إنتاجه بمنحة وزارة الثقافة لكن الشركة العربية مازالت ترفض ونفس الحال لفيلم «بنتين من مصر» لمحمد أمين أما فيلم «بالألوان الطبيعية» فأكد أسامة فوزى رغبته فى المشاركة ولكن النسخة لم تكتمل وهو ما حال دون عرض الفيلم فى مهرجان أبو ظبى، أما فيلم »رسايل البحر« فالشركة المنتجة أعربت صراحة عن رغبتها فى أن تجرب حظها فى مهرجان برلين، وأوضح رزق الله أنه لا يوجد تعارض بين عرض هذه الأفلام فى مهرجان القاهرة ثم عرضها بعد ذلك فى مهرجان دبى ولكن العكس لا يجوز خصوصا أن مهرجان القاهرة هو المصنف عالميا ويشترط أن تكون الأفلام المشاركة فى المسابقة عرضا أول.
وحول قلة القيمة المادية للجوائز يوصى شريف رزق الله برفع قيمة الجائزة المادية لمسابقة الفيلم العربى من 100 ألف جنيه إلى 4 أضعاف على الأقل لكى تكون مجزية لصناع الأفلام لأن هذا المبلغ أصبح مضحكا.
المخرج الكبير داود عبدالسيد أكد أن فيلمه رسايل البحر لم يشارك بمهرجان القاهرة لأنه لم ينته من المراحل الفنية النهائية له ويضيف «أنا لا يهمنى عرض فيلمى فى مهرجان القاهرة حتى لو كنت انتهيت منه لأنه لا يوجد أى استفاده من مشاركة الفيلم بالمهرجان والمشاركة أثبتت فشلها على مدى كل السنوات الماضية والسؤال الذى يطرح نفسه ما الدافع الذى يجعلنى أشارك فى مهرجان القاهرة؟ ومن يقول أنه يجب علينا المشاركة لأنه مهرجان البلد ويتشدق بالوطنية وما شابه من كلام فارغ، فإنه لا يخرج عن كونه مزايدة ليس لها معنى، وإذا كانت وزارة الثقافة نفسها فضلت مهرجان فينيسيا فكيف تطلب من المنتج الخاص أن يفضل مهرجان القاهرة؟».
وأوصى داود بأن يكون هناك قاعدة كبيرة من الأفلام المصرية الجيدة وتوسيع دائرة دعم وزارة الثقافة للأفلام لكى تتعدد الاختيارات أمام مهرجان القاهرة، وضرورة وجود آلية تسويقية تشجع المنتج على المشاركة ورفع قيمة الجوائز بدلا من إنفاق فلوس المهرجان على دعوة النجوم العالميين.
إسعاد يونس صاحبة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع أوضحت فى بيان وزعته عن طريق الشركة أنها لا تتهرب بأفلامها من المهرجان، لكن فيلم «عصافير النيل» غير جاهز والمخرج لم ينته بعد من المكساج والمونتاج له، ومن الخطأ مشاركته فى المهرجان دون اكتماله، ورفضت اتهام الفيلم بالهروب من المهرجان، وإنما هو حرص الشركة على خروج الفيلم فى أفضل صورة ممكنة. المنتج كامل أبوعلى أوضح لـ«اليوم السابع» أنه لم يتم تسليم فيلم «بالألوان الطبيعية» إلى إدارة المهرجان أصلا ولم يتم مشاهدته كما قيل حتى يتم قبوله أو الموافقة عليه كما أنه لم يتم سحبه من مهرجان القاهرة من أجل المشاركة فى مهرجان دبى كما تردد، لأن مهرجان دبى لا يشترط عدم عرض الأفلام المشاركة به فى مهرجانات أخرى، والسبب الوحيد فى عدم مشاركة الفيلم أنه لم يتم الانتهاء من عملية المونتاج وتصحيح الألوان وطبع النسخة النهائية وهو نفس السبب الذى من أجله لم يعرض الفيلم فى مهرجان أبوظبى.
الناقد عصام زكريا استنكر تصريحات وزير الثقافة بأن عدم المشاركة فى مهرجان القاهرة بمثابة خيانة للوطن قائلا «ده كلام خارج، لأن من حق أى مبدع الذهاب إلى أى مهرجان بل إن مكسب السينما المصرية فى خروج هذه الأفلام إلى المهرجانات العالمية وليس عرضها فى مهرجان القاهرة لأن عرض فيلم مصرى بالخارج يعد تقديرا للسينما «المصرية» وأضاف عصام: إن الحل فى رفع مستوى المهرجان، وذلك عن طريق استضافة أفلام جيدة والاهتمام بضيوف المهرجان وتثقيف الرأى العام السينمائى.