قدمت مجلة أدب ونقد فى افتتاحيتها هذا العدد ملفا خاصا عن الراحل "محمد السيد سعيد"، كتبه كلٌ من: فريدة النقاش والتى دعت زوجته "نور الهدى زكى" بأن تجمع تراثه فى كتب تضئ للأجيال القادمة، وركز حلمى سالم فى مقالته "العذوبة والعذاب" على علاقته بالراحل، ووصفه بأنه أنقذ نفسه من "الدوجما" أى العقيدة الجامدة المقدسة، التى يقع فى أسرها الكثيرون، فعلى الرغم من أرضيته الماركسية الواضحة، إلا أنهُ لم يجعل الماركسية قفصًا حديدًا يتجمد ويتحجر فيه، كما ركزت أمنية النقاش على أن محمد السيد سعيد، ظاهرة حضارية مركبة، اجتمعت لديه الشجاعة الأدبية واتقاد ذهنه، ونبوغ فكره ليكون من المؤسسين الكبار، فكان هو أول من وضع الأسس الأولى للحركة المصرية لحقوق الإنسان، وأضحت سماته فى مقالتها تحت عنوان "خيمة الورد"، وكتب نبيل عبد الفتاح "سلطة المعرفة فى خدمة الحرية"، وأشار فيه إلى أن الكثير حاولوا تقليد الراحل، كما أنه لم يخضع لضغوط الباباوات والبطاركة والأكليروس الإيديولوجى؛ لأن عقله الفلسفى والسياسى الوثاب النقدى، كان أكبر من الوقوع فى دائرة الانصياع والامتثال أو الغواية، وكتب الدكتور محمد بدوى "فى معنى الجوهرىّ" وأوضح فيه أنه برحيل محمد السيد سعيد ومن قبله أحمد عبد الله رزة، تكون مصر فقدت اثنين من أبنائها البررة، ويكون جيل السبعينيات "السياسى" قد خسر أحد أعلامه ممن عضّوا بالنواجذ على ما هو "جوهرىّ" من هذا الجيل وهو جيل وطنى تميز بالخطاب اليوليوى.
ومن منطلق الأدب المقارن والنقد، كتب الدكتور صلاح السروى "المثاقفة وسؤال الهوية: مساهمة فى نظرية الأدب المقارن - الجزء الأول"، وكتب خالد محمد الصاوى "التلاحم الوجودى بين التناقضات"، وقدمت الدكتورة "أمانى فؤاد" قراءة نقدية لديوان "العائش قرب الأرض" للشاعر "عيد عبد الحليم".
ومن الترجمات، ترجم الحسين خضيرى "هيرتا مولر فى أرض البرقوق الأخضر"، ويشير المترجم إلى أن مولر كتبت عشرين كتابًا، ولم يترجم منها سوى خمسة كتب للإنجليزية ومنها روايات "أرض البرقوق الأخضر"، و"الموعد"، كما ترجم الدكتور هانى حجاج "المرأة والذئب" لــ"هوتشنك كلتشيرى".
محمد السيد سعيد، هو المفكر اليسارى نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، ومؤسس صحيفة البديل المستقلة، وتوفى عن عمر يناهز 59 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، تلقى على أثره العلاج لعدة أشهر فى باريس على نفقة الحكومة الفرنسية، كما شارك فى تأسيس جريدة البديل المستقلة عام 2007م، والتى رأس تحريرها لمدة عام واستقال فى أكتوبر عام 2008م.