سنة حلوة يا أوباما

اليوم يمر عام بالتمام والكمال على اليوم التاريخى الذى أُعلن فيه فوز باراك حسين أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح أول أمريكى من أصل أفريقى يدخل البيت الأبيض، وهو ما تحقق بعد ذلك فى العشرين من يناير الماضى.

وبهذه المناسبة السعيدة، فقد حقق أوباما خلال فترة قصيرة جداً ما عجز رؤساء أمريكيون وغيرهم عن تحقيقه ربما خلال سنوات عديدة فى سدة الحكم، ولعل أهم إنجازات أوباما كانت فوزه بجائزة نوبل للسلام التى اتفق الجميع خارج الولايات المتحدة وغيرها على أنها كانت عن النوايا الحسنة أو جائزة نوبل فى الكلام وليست السلام.

وباستثناء هذا الفوز التاريخى وغير المسبوق بنوبل تقريباً لم يحقق أوباما أية إنجازات تذكر باستثناء عودة الاقتصاد الأمريكى للنمو البطىء، لكنه على الأقل بعض النمو الذى يقب أكبر أزمة مالية يتعرض لها العالم، لكنه قدم نموذجاً مختلفاً للرؤساء الأمريكيين من حيث مخاطبة جميع سكان الكرة الأرضية بلغة فيها الكثير من الاحترام والدعوة للتعايش، لكن الملفات الرئيسية التى وعد بإنجازها لا تزال تسير ببطء السلحفاة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر وعد أوباما بإغلاق معسكر جوانتانامو سيىء السمعة فى يناير ثم عاد عن تعهده، ووعد بالنصر على الإرهاب فى أفغانستان فزادت مقاومة طالبان وزادت أيضا حصيلة الخسائر البشرية الأمريكية هناك، ووعد أيضاً بإطلاق عملية سلام فى الشرق الأوسط تنتهى بقيام دولة فلسطينية، لكن المفاوضات لا تزال متعثرة بعد أن لانت إدارته أمام الضغوط الإسرائيلية وتراجعت عن تصميمها على تجميد الاستيطان الإسرائيلى قبل الشروع فى المفاوضات، ووعد أوباما أيضاً بإحداث اختراق فى الملف الإيرانى عبر الحوار، فلم يقدم سوى مشاركة أمريكية فى بعض جلسات الحوار التى لم تثمر حتى الآن.

لكن فى كل الأحوال أعاد أوباما تسويق أمريكا فى الخارج، وبعد أن كان السؤال الوحيد المطروح طوال فترة حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش هو لماذا يكرهوننا؟.. ربما تغير سؤال الأمريكيين الآن إلى: لماذا يحبوننا.. رغم أننا لم نقدم لهم ما يستحق هذا الحب؟!

ولا ينكر أحد أن أوباما غير صورة أمريكا فى العالم، لكن السؤال المهم هل ستظل هذه الصورة الجديدة قائمة ومنتشرة استنادا إلى وعود أوباما التى لا تنفذ؟.. أم أنه سيفكر جدياً فى التحول من الأقوال إلى الأفعال؟!

عموماً سنة حلوة يا جميل.. سنة حلوة يا أوباما!